يستمرّ السادة الوكلاء في المكان نفسه ، وأن ينقل كلّ مقتناه إلى هذا الكرسي ويوجّه إليه كلّ المداخيل البطريركيّة".
وفي هذا المجال يذكر صاحب كتاب" بكركي في محطّاتها التاريخيّة" الأب الدكتور بولس صفير أنّ قرار جعل مقرّ الكرسي البطريركي في دير سيدة بكركي" لم ينفّذ بالسرعة المرجوّة ، بل ظلّ البطاركة يواجهون صعوبات كثيرة لتنفيذه طوال ما فوق الربع قرن ... فالبطريرك يوسف اسطفان لم يبرح مقرّ سكناه في دير مار يوسف الحصن غوسطا ... وأمّا خلفه البطريرك مخايل فاضل (بطريرك ١٧٩٣ ـ ١٧٩٥) فكان يتردّد إلى بكركي ولكنّه ظلّ مقيما في دير مار يوحنّا حراش حيث مات ودفن ، وبينما البطريرك فيليبّوس الجميّل (بطريرك لسنة واحدة ١٧٩٥ ـ ١٧٩٦) قد انتخب وعاش ومات ودفن في دير بكركي ... فإنّ البطريرك يوسف التيّان (بطريرك ١٧٩٦ ـ ١٨٠٩) قد جعل مقرّ سكناه تارة في بكركي وطورا في دير مار شلّيطا مقبس قرب غوسطا ، وفي أيّام هذا البطريرك حاول الأساقفة برئاسته أن ينقضوا القرار السابق وينقلوا مقرّ سكنى البطريرك إلى دير مار شلّيطا مقبس. وبعد التيّان انتخب الطريرك يوحنّا الحلو (بطريرك ١٧٠٩ ـ ١٧٢٣) الذي رأى أنّ دير قنّوبين الكرسي القديم أشرف على الخراب بسبب هجر البطاركة له ، فغادر كسروان وذهب إليه ، فرمّمه وسكن فيه طوال سني ولايته. ولكن خلفه البطريرك يوسف حبيش (بطريرك ١٨٢٣ ـ ١٨٤٥) عاد فسكن في دير بكركي ، و" بدأ ، منذ هذا التاريخ ، البطاركة خلفاؤه يقضون بطريقة متواصلة حتّى يومنا هذا ، فصل الشتاء في دير سيدة بكركي".
فمنذ انتخب البطريرك يوسف حبيش سنة ١٨٢٣ ، عني بترميم دير بكركي على أمل جعله مقرّا بطريرطيّا شتويّا ، وأخذ يقيم فيه في فصل الشتاء