أمّا بشأن صناعة سبك الأجراس الكبيرة التي تفرّدت بها بيت شباب فيروى أن أوّل من اهتدى إليها كان أحد أهالي البلدة الذي تعلّم هذه الصناعة من رجل جاء من أوروبا سنة ١٧٨٠ ليسبك جرسا لكنيسة مار عبدا في بكفيّا ، وبعد أن تعلّم إبن البلدة الصناعة علّمها لأولاده الذين أتقنوها ، وراحت تنتقل من جيل إلى جيل. وكانوا يسبكون في بيت شباب أيضا أجراسا صغيرة ويصنعون المسامير والنعال والمضخّات والموازين وحربات الصواعق والأدوات النحاسيّة. ذلك الازدهار الصناعيّ الذي عرفته بيت شباب طغت عليه الهجرة قبل وخلال وبعد الحرب العالميّة الأولى ، فهاجر من بيت شباب أكثر من ثلث سكانها. وقد بذلت في الوقت نفسه ، رغم الهجرة ، جهود في تجديد الصناعات الأخرى التي كادت تضمحلّ بعد الحرب ، على أنّ النجّار والبنّاء والحّداد والفخّاريّ ، كلّهم أو أكثرهم فتنوا بأفريقيا ، تلك الساحرة السوداء ، وراحوا يلبّونها ، كما يقول الريحاني ، وإذا بقي في البلدة نجّار أو حدّاد أو بنّاء ، فإنه كان يعمل بهمّة باردة ، وبروح يعتريها السأم ، لأنّ إفريقيا تناديه. ومنذ ذلك التاريخ تراجعت الصناعات التي تميّزت بها بيت شباب ، وتوقّفت الصحف التي كانت تصدر فيها أوائل القرن كما معامل الحرير ، ودرج النزوح إلى بيروت ، ولم يكن الإصطياف الذي بدأت تشهده بيت شباب أواسط القرن العشرين ، كما سائر بلدات المتن العالية ، ليعوّض عن التراجع الإقتصادي الذي طغى على مسار البلدة. واستعاض أكثر أبناء بيت شباب عن المهن الحرفيّة بتحصيل العلوم ، وبرز منهم العديد في الآداب والصحافة والمهن الحرّة والتجارة وفي سلك الإكليروس في الوطن وبلدان الانتشار.
عدد أهالي بيت شباب المسجّلين المقيمين اليوم نحو ٠٠٠ ، ١٦ نسمة ، من أصلهم حوالى ٢٠٠ ، ٥ ناخب. أمّا عدد المغتربين والنازحين فأكثر بكثير.