وجبيل والحميدي والمشنقة وسلعاتا. وجدّد في الديمان وجوارها بيوت الشركاء وأمر بغرس أراضي الكرسي زيتونا وكرما وأرزا وخضارا وشجرا مثمرا ، منها في قنّوبين وكفرزينا والدامور وكفرشخنا ومجدليا. وفي عهده جرى التحقيق في دعوى تطويب عبيد الله نعمة الله كساب الحرديني ، وشربل مخلوف من بقا عكفرا ، ورفقا الريس من حملايا. وافتتح في غزير مدرسة إكليريكية وجعلها بإستلام الآباء اليسوعيّين. وأنشأ جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات. ومن مشاريع البطريرك الحويّك الخالدة إفامة معبد سيدة لبنان في حريصا بالتعاون مع القاصد الرسولي. وقد شاطر هذا البطريرك أمّته ويلاتها في الحرب العالمية الأولى ، فوزع المال على فقرائها واحتمل الأهوال من استبداد جمال باشا الذي نفاه وحاول تصفيته رغم ارتجاج البلاد لو لا تدخل قداسة البابا بنديكتوس الخامس عشر الذي أوفد من قبله مندوبا إلى عاصمة النمسا إستنهض همّة الأمبراطور شارل حتى تدخل مع حليفه السلطان العثماني وحمله على إصدار" إرادة سنية" تقضي بالكفّ عن إزعاج البطريرك الماروني. ومن أهم أعمال البطريرك الياس الحويك التي خلّدها التاريخ ، مساعيه في سبيل إستقلال لبنان ، إذ ، على أثر اجتماع قوميّ عامّ في بكركي ، نظّم اللبنانيون الوكالات لغبطته ليعضدهم في السعي لخدمة الوطن واستعادة استقلاله ، فسافر الى فرنسا مكلّفا من قبل اللبنانيّين على مختلف انتماءاتهم ، مطالبا لدى مؤتمر الصلح بإرجاع حقوق اللبانيّين المهضومة إليهم وتأييد إستقلال لبنان المطلق. وقد استمرّ غبطته في مسعاه إلى أن تسلّم وثيقة تضمن استقلال لبنان وسيادته ، فعاد حاملا البشرى إلى اللبنانيّين ، وأعلن المندوب السامي الفرنسي لبنان الكبير مستقلا ، وتمّ له ما كان يصبو اليه من استقلال وسيادة وقومية. وبعد جهاد طويل في خدمة الدين والوطن ، قضى البطريرك الياس الحويك وله من العمر تسعون عاما ، بعد أن اعتلى السدّة