البطريركية مدة ثلاث وثلاثين سنة. وكانت وفاته يوم عيد الميلاد في سنة ١٩٣١ ، فدفن في كنيسة بكركي ، ثم نقل بناء على رجاء بنات جمعية العائلة المقدسة ، غرسة يمينه ، إلى دير عبرين ، أوّل أديار هذه الجمعية ومقر رئاستها العامة ، وأودع جثمانه الطاهر ضريحا فخما يعلوه تمثال له.
خلف البطريرك الياس الحويك مطران أبرشية طرابلس المارونية الأسقف أنطون عريضة ، الذي تم انتخابه بطريركا في ١٧ كانون الثاني سنة ١٩٣٢.
بنى البطريرك عريضة جانبا من قصر الديمان حيث أقام كنيسة فخمة زيّنها الفنان الشهير صليبا الدويهي بلوحات رائعة ، واستصلح أراض شاسعة للبطريركية. وأعاد فتح مدرسة عين ورقة ثم نقلها الى مار عبدا هرهريا. وقد انتقل الى الراحة الأبدية في ١٩ أيار سنة ١٩٥٥ ودفن في كنيسة الديمان ، تاركا وصيّة تنص على توزيع أمواله الوافرة على البطريركية للمشاريع الخيرية وإعالة الكهنة خدمة للرعايا.
كان للبطريرك أنطون عريضة نشاطات كبيرة في سبيل تدعيم إستقلال لبنان والمحافظة عليه ، منها تشجيعه للميثاق الوطني ، وسعيه لتعديل بروتوكول الإسكندرية الذي وقع ونشر في ٧ تشرين الأول سنة ١٩٤٤ وكان خطوة تمهيدية لإنشاء الجامعة العربية ، إذ بعد أن أوكل البطريك عريضة دراسة ذلك البروتوكول الى علماء القانون ، وجد هؤلاء أن نصّه وروحه عبارة عن تنظيم" كونفيدرليّ" ، وهو خطوة أولى نحو وحدة تامة إقتصادية وسياسية من شأنها أن تفقد لبنان حقه في الإستقلال والسيادة ، فألحّ البطريرك بطلب تعديل هذا البروتوكول ، وعملا بإلحاحه وحفاظا على استقلال لبنان وسيادته ، إستبدل البروتوكول بميثاق القاهرة الذي أحلّ كلمة" تعاون" محلّ