التنظيم الذي يعني" كونفيدراليّة". وقد دعا البطريرك عريضة في ظروف قوميّة الى مؤتمرين في بكركي ، الأول في نيسان ١٩٤٥ ، والثاني في أيار ١٩٤٥ ، كانت لهما النتائج الهامة التي حذرت من العبث باستقلال لبنان وسيادته التامة. وكانت الكلمات الأخيرة التي تفوّه بها قبل مماته في منتصف أيّار ١٩٥٥ : " وصية فخامة الرئيس كميل شمعون بأن يحافظ على استقلال الوطن وكيانه".
وفي ٢٩ أيار سنة ١٩٥٥" وصل إلى بكركي المطران سلفيو أودي ، القاصد الرسولي في القدس ، موفدا من قبل قداسة الحبر الأعظم البابا بيوس الثاني عشر ، واجتمع إلى أساقفة الطائفة المارونية ، وتلا عليهم براءة رسولية موقعة من صاحب القداسة ، تعلن تسمية صاحب السيادة بولس المعوشي مطران صور ، بطريركا للطائفة المارونية ، على كرسي أنطاكية وسائر المشرق خلفا للمثلّث الرحمات البطريرك أنطون عريضة." فتلقى غبطة البطريرك الجديد وجميع الأساقفة هذا التدبير بمنتهى الخضوع والإحترام".
وجّه البطريرك الجديد فور استلامه مهام منصبه السامي رسالة الى اللبنانيّين جاء فيها : " سنتابع رسالة بكركي في خدمة الله والوطن ... فيا أيها اللبنانيون من مقيمين ومغتربين ، من موارنة ومن إخوانهم الآخرين في الوطنية ، إن رسالة بكركي على مدى التاريخ هي خدمة الله والخير والوطن ، وسأجهد بدوري في تأدية الرسالة تامة كاملة إن شاء الله بمناصرتكم". وقد قام غبطته فعلا بما وعد به. وكان من جملة ما دوّنه له التاريخ إعادة ترميم وتجديد الكرسي البطريركي في بكركي ، وقد جاء في تأبين المطران نصر الله صفير ، غبطة البطريرك الحالي ، للمثلّث الرحمات البطريرك المعوشي ، وقد كان نائبا له عند وفاته : " أرسله الله رائدا وقائدا وراعيا ، فأعطاه نباهة الروّاد