وشجاعة القوّاد وحكمة الرعاة" ، وقال : " كان رائدا في ما اتّخذ من مبادرات ، وقد تنسّم ريح المسكونيّة قبل أن تهبّ على العالم من نوافذ المجمع الفاتيكاني الثاني ، ففسح في صدر داره للمشايخ المسلمين فأدّوا فيها الصلاة ، وكان من بينهم يومذاك صاحب السماحة الشيخ حسن خالد مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة ، واحتفى برئيس أساقفة كنتربري يوم زار بكركي ، ووثّق علاقات المودّة بينه وبين رؤساء الطوائف وأبنائها على اختلافهم ، وكان أوّل بطريرك مارونيّ يزور الولايات المتحدة ، فتقام له المهرجانات الحاشدة ويستقبل لدى عودته إلى لبنان استقبال الفاتحين ...".
خلف البطريرك المعوشي على كرسي البطريركيّة المارونيّة في بكركي البطريرك أنطونيوس خريش الذي انتخبه مجمع الأساقفة في بكركي بطريركا في ٣ شباط سنة ١٩٧٥ ، وفقا للإرادة الرسوليّة والتشريع الكنسي الشرقي الجديد ، ويقول الأب الدكتور بولس صفير إنّه" في يوم الأحد في ٩ شباط الواقع فيه عيد أبينا القدّيس مارون ، نصّب بطريركا في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ... وفي سنة ١٩٨٣ عيّنه قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني كردينالا ، فكان البطريرك الثاني الذي يرفع إلى هذا المقام الرفيع بعد سلفه البطريرك المعوشي ... ، وقد عاش البطريرك خريش المأساة اللبنانيّة التي اندلعت نيران أحداثها الدامية مع مستهلّ عهده ... ودامت رئاسة البطريرك خريش عشر سنوات وتسعة أشهر من تاريخ انتخابه حتّى تاريخ تعيين المطران ابراهيم الحلو رئيس أساقفة أبرشيّة صيدا مدبّرا رسوليّا للطائفة المارونيّة بعد أن قدّم البطريرك خريش استقالته إلى قداسة الحبر الأعظم ، ودامت مدّة رئاسة المدبّر الرسولي أربعة أشهر وخمسة وعشرين يوما من تاريخ تعيينه حتّى ١٩ نيسان ١٩٨٦ تاريخ انتخاب النائب