البطريركي العام وأمين سرّ البطريركيّة المارونيّة المطران نصر الله صفير ، البطريرك السادس والسبعين في سلسلة البطاركة الموارنة ، وقد انتخبه مجمع الأساقفة المنعقد في بكركي برئاسة المدبّر الرسولي سيادة المطران ابراهيم الحلو في ١٩ نيسان ١٩٨٦ ، وتمّ الاحتفال بتنصيبه بطريركا على أنطاكية وسائر المشرق صباح يوم الأحد في ٢٧ نيسان ١٩٨٦ في الصرح البطريركي في بكركي. وقام فور انتخابه بزيارة الأعتاب الرسوليّة ليتقلّد درع التثبيت من قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني يوم الاثنين ٢٣ حزيران ١٩٨٦.
إنّ تفصيل إنجازات غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير الذي منحه قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني رتبة كاردينال ، قبل أن يزور لبنان ليوقّع الإرشاد الرسوليّ الذي جاء محصّلة للسينودوس من أجل لبنان ، يتطلّب مجالا واسعا لا يتّسع له هذا الحيّز ، غير أنّ ما ليس بوسع المؤرّخ الصادق والمجرّد إلّا أن يسجّله باختصار ، أنّه من أبرز بطاركة الطائفة المارونيّة وأعظمهم" ريادة وقيادة ورعاية" ، وإنّ ما يشهده المعاصرون يوميّا من مواقف وإنجازات لهذا السيّد الكبير ، يغني ، في الوقت الحاضر ، عن التعداد. ولكنّ التاريخ سيسطّر له أعماله في سجلّ العظماء ، وسيثبّت أن مجد لبنان أعطي له ، وأنّه قد ثبّت بكركي" حصنا" منيعا لا تقوى عليه قوى الظلم والضلال.
بكركي اليوم ، " أكبر من أن تكون وقفا على طائفة دون سائر الطوائف" ، كما جاء على لسان الخور أسقف يوسف داغر ، وقد أردف : " هي جبهة نضال في حصون العقيدة اللبنانية ، تحمل على منكبيها ثلاثة عشر قرنا من التاريخ ، زاخرة بكل ما يعلو به شأن العمل الإنساني والوطن والشرف ، وهي رمز رسالة سامية قدّمت الأمّة في سبيلها أغلى ما يمكن أن يقدم على مذبح جهاد ، من أجل حرية وبقاء واستمرار".