مزركشة على الطريقة البيزنطيّة ، تتدلّى من وسطها سلسلة حجر محفورة أصيبت ببعض الأضرار خلال الحرب ، واللوحة التي تؤرّخ الدير لم تعد موجودة بل حلّت محلّها إيقونة فسيفسائيّة حديثة للسيّدة العذراء ويسوع. تمّ إنشاء هذا الدير على مغارة أسوة بكثير من الأديرة التي اتّخذها الرهبان مناسك لهمم ثمّ تطوّر بناؤه تدريجا ، فأضيفت إليه طبقات وقلايّات يعود بعضها إلى القرن السادس عشر ، والبعض الآخر إلى القرن السابع عشر ، وآخر الإضافات جناح جديد بوشر العمل بإنشائه سنة ١٩٩٧. مدخل الدير القديم مقبّب طوله حوالى ١٥ مترا ، وإلى يساره كهف حوّل مدافن للكهنة. وفي نهاية الممرّ دولاب حجر يعود إلى معصرة زيتون قديمة ، علما بأنّ حجارة الممرّ وجدرانه تمّ كشفها وتكحيلها وتنظيفها ، ويفضي المدخل في ختامه إلى واحدة من أقدم الكنائس الأرثذوكسيّة في لبنان ، وهي تتضمّن هيكلين : الأوّل على اسم القدّيس جاورجيوس ، والثاني لرقاد العذراء. ويغطّيهما إبقونسطاس واحد يحمل ١٧ إيقونة حديثة ، بعدما نهبت القديمة في أثناء الحرب. وخلال عمليّة الترميم تكشّف الهيكل الثاني عن" فريسك" للسيّدة العذراء كان مغطّى بالإسمنت والطين. أمّا في هيكل القديس جاور جيوس فثمّة فوهة تؤدّي إلى مغارة قديمة ، يعتقد أنّها استخدمت لحماية الأيقونات أيّام الحملات المعادية ، وكانت مغطّاة بخزانة متحرّكة للتمويه. وأمام الكنيسة باحة مربّعة تحوطها عشرون قلّاية سكنها الرهبان ، بعضها قديم من عمر الدير ، والبعض الآخر حديث نسبيّا ، وتحاكي مداخلها الطراز الروماني المنحني. وفي الزاوية الشرقيّة للباحة ، المدخل القديم للدير حيث أبواب وغرف وأقبية متلاصقة تعيد الزوّار إلى أجواء القرون الوسطى. وعند الزاوية الغربيّة ، مخرج يفضي إلى مدافن أبناء الطائفة الأرثذوكسيّة. وقبالة الكنيسة ، غرفة تحوي بئرا ، علّقت قربها قطعة معدن دائريّة مربوطة بسلسلتين من حديد