بودوان الثاني الذي مات في بيروت مسموما سنة ١١٦٢) ويقول د. فيليب حتّي (لبنان في التاريخ ، ص ٣٨٥) إنّ الدير قد بني عام ١١٥٧ للرهبانيّة السسترسيّة وسمّي باللاتينيّةABATIA BELMONTIS أي الدير القائم على جبل جميل. كما يقول د. أنيس الأبيض إنّ الصليبيّين قد عمدوا ، إلى جانب تركيز استراتيجيّتهم العسكريّة ، إلى بناء عدد من الأديار والكنائس في المناطق التي احتلّوها والقلاع والحصون التي بنوها أو سيطروا عليها ، وذلك من أجل تثبيت وجودهم الدينيّ أيضا ، لأنّه كان واحدا من أهداف حملاتهم إلى الشرق ، وقد اعتمدوا الهندسة اللاتينيّة والرومانيّة والقوطيّة التي كانت معروفة آنذاك ، وقد اندثر العديد من هذه الأديرة ولم يبق منها إلّا الدير العظيم المعروف ب" دير البلمند" في الشمال ، وهذا الصرح هو أحد الأبنية الصليبيّة القليلة التي احتفظت بإسمها اللاتينيّ ، وقد بني عام ١١٥٧ للرهبنة التي تعرف بالسسترسيّة ، وسمّي باللاتينيّةABBATIA BELIMONTIS أيّ الدير القائم على جبل جميل. وهناك من يعتقد أنّ كلمة بلمند ترجمة لكلمة يونانيّة تعني الدير القديم ، على اعتبار أنّ لفظة" بلمند" مأخوذة من FARAMONT المشتقّة من FAR اليونانيّة ، وMONT اللاتينيّة وهي تعني منارة الجبل ، (كما يرى عيسى زريق ، في مجلّة" المنار" ص ٢٦٣ ، الصادرة ١٩٠١) هذا إضافة إلى فرضيّة تقول بأنّ أصل الإسم PALAIS MONTALIS أي القصر الجبلي ، في إشارة إلى جمال موقع البلمند. أمّا المطران جورج أبو زخم فيعود في ترجمته لمعنى البلمند إلى الفرنسيّةBELLE MONTAGNE أي الجبل الجميل كما في اللاتينيّة.
بعض الباحثين (ريما زهّار) قال بانّ الجبل الذي يقع عليه الدير يعرف بإسم" التّيماريّة" يقابلها باللّغة اليونانيّة كلمةEUPIOPLOV وتعني الزعتر ، فيصبح إسم الجبل" أرض الزعتر" وذلك لكثرة وجود الزعتر في ذلك الجبل.