من الفرنجة إلى السريان
على أيّ حال ، فإنّ الباحثين الذين اختلفت نظريّاتهم حول أصل اسم البلمند ، قد أجمعوا على أنّ الصليبيّين هم الذين بنوا الدير في العام ١١٥٧. ويقول المؤرّخ السريانيّ الكونت فيليب دي طرازي إنّ رهبان مار برنردوس هم الذين أنشأوا الدير وجعلوه تحت حماية سيّدة" بل مونت" أي" الجبل الجميل". وبتوالي الأيّام صار يعرف بدير البلمند محرّفا عن" بل مونت" إسمه الأصليّ. وعلى أثر عودة الصليبيّين إلى بلاد الغرب ١٢٨٦ ، وضع السريان يدهم على دير البلمند واستوطنوه حتّى ١٦٠٣ ، وخلّفوا فيه مكتبة عامرة لعبت بها الأيادي. بينما يصف حتّى انتقال الدير من الصليبيّين إلى السريان المونوفيزييّين ، ويسمّيهم" اليعاقبة" ، بأنّه كان استيلاء ، إذ يقول : " وفي القرن السابع عشر استولى عليه اليعاقبة ، أمّا الرهبان اللاتين الذين كانوا فيه لمّا استولى قلاوون (المملوكي) على طرابلس عام ١٢٨٩ ، فقد قتل منهم من قتل وهرب من هرب".
بيد الأرثذوكس
بعد إقدام أبناء الطوائف المسيحيّة الخلقيدونيّة من موارنة وملكيّين أرثذوكس على طرد المونوفيزيّين من لبنان في القرن السادس عشر ، أصبح هذا الدير خاليا من الرهبان. وقد اكتشف الروم الأرثذوكس دير البلمند في القرن السادس عشر ، كما جاء في نشرة تعرّف بتاريخ الدير ، وفي ١٦٠٣ سكن الدير مجموعة من الرهبان.
المؤرّخ الأرثذوكسي الأب نايف إسطفان ، يقسم تاريخ دير البلمند كصرح علميّ إلى مراحل ، وذلك على الشكل التالي :