وصخورا وأمتعة كثيرة عبر ذلك النهر الشتويّ وهدمت جسر الدجاج القديم كليّا ، ما عزز صحّة هذا الإعتقاد. وقد اعتبر باحثون أنّ بلدة جاج في تلك الحقبة كانت تضمّ مساكن أولئك الجبيليّين الذين كانوا يتعاطون قطع الأشجار وتهذيب خشبها ونقله إلى جبيل. وكان لهم في جاج هيكل مكرّس لعبادة الزهرة ـ عشتروت ، لا تزال بقايا حجارته الضخمة مبعثرة في ساحة كنيسة البلدة وفي قسم من جدارها الشماليّ ذي الحجارة العملاقة ، ويعتبر باحثون أنّ قسما كبيرا من أعمدة الهيكل وقواعده لا يزال مدفونا تحت التراب ، وقد كشفت الحفريّات عن رأس عمود موضوع حاليّا وراء الكنيسة ، شكله مستدير من الأسفل وأعلاه مستطيل ، نقش عليه من جهة صورة امرأة ، لعلّها ترمز إلى الزهرة ، وبجانبها صورة حيوان ، وعلى الجهة الثانية صورة حيوان أيضا. كما كشفت تلك الحفريّات عن قاعدة عمود مسدّسة الشكل موضوعة بقرب الأثر الأوّل.
وأفاد باحثون آخرون أنّه كان في جاج قلعة فينيقيّة ذات حجارة محكمة البناء دون كلس ، وكان فيها حجران كبيران عليهما خطوط فينيقيّة ، إلّا أنّ وجيها من عمشيت أرسل من حملهما إليه بعد تصغير حجمهما ، وحتّى سنة ١٩٠٤ كان لا يزال ظاهرا من تلك القلعة أساساتها المكشوفة. غير أنّ باحثا آخر اعتبر أنّ هذه البقايا هي لمعبد الزهرة وليس لقلعة فينيقيّة.
ومن بقايا الحقبة نفسها آثار سور لم يبق منه مكشوفا إلّا القليل من الحجارة الضخمة في أسفل ساحة مار عبدا لجهة الشمال ، ولا ريب في أنّ بقيّة ذلك السور مطمورة في ساحة مار عبدا ومحيطها. وقد اكتشف صدفة عمود فينيقي شرقيّ كنيسة مار عبدا سنة ١٩٥٥. كما وجدت على أعماق مختلفة وفي خلال حفر أساسات المنازل آبار وأدوات خزفيّة وكتابات فينيقيّة.