اكتشفها إرنست رينان وصوّرها وعيّن مواضعها في كلّ من : طلّة الشقعة ، وغمّاص النجاص ، وغمّاص سمعان ؛ وأخرى اكتشفها الأب مبارك السمراني ؛ وجميع تلك الكتابات متشابه ينصّ على منع قطع بعض أنواع الأشجار من قبل العامّة إلّا بإذن مسبق من الدولة.
ومن الآثار الهامّة في جاج بقايا ما يعرف ببرج المقدّمين ، فقد كان المقدّمون في جاج ، على اختلاف هويّاتهم وفي مختلف حقب التاريخ ، يتّخذون من هذا البرج الأثريّ القديم الذي بناه الصليبيّون على أنقاض برج بناه الرومان على أنقاض بناء فينيقيّ ، مركزا لسكناهم. فقد تعاقب على استعماله وعلى تجديده فينيقيّون ورومان وصليبيّون ومقدّمون موارنة ومقدّمون مسلمون ، وكان هذا البرج يقع على القمّة الشرقيّة المشرفة على ما بات يعرف بعين المسلمين ، وكان آخر من تملّكه حتّى نهاية عهد الحماديّين بإقطاع بلاد جبيل ، الشيخ رامح حمادة ، الذي باعه بموجب صكّ مؤرّخ سنة ١١٩٦ ه / ١٧٨٢ م. من الياس هاشم من أبناء جاج. ومن شأن هذا البرج أن يشكّل أثرا ناطقا بالمكانة المميّزة التي احتلّتها جاج عبر تاريخها المديد دونما انقطاع.
ومن الآثار الدّالّة على النشاط المسيحيّ القديم في جاج بقايا دير مار ضوميط في الناحية الشماليّة من رأس جاج ، وهو من الأديار القديمة السابقة عهدا لنشوء الرهبانيّات المارونيّة المنظّمة. ويذكر التقليد أنّ هذا الدير قد هدم بخلال القرن الخامس عشر إبّان أعمال العنف التي تعرّضت لها المنطقة في حروب المشايخ الحماديّين. ويذكر مؤرّخو البلدة المدقّقون أنّ رهبانا من جاج كانوا يسكنون هذا الدير الذي سيم فيه كهنة جاجيّون أصبح بعضهم أساقفة وبطاركة.