الإسم والآثار
دوما ، إسمها ، بحسب أكثر الباحثين ، فينيقيّ : DUOMAH ومعناه" السكون والهدوء والراحة". ويروي المعلوف في دواني القطوف أنّ المعالفة القادمين من دوما الشام هم الذين أطلقوا عليها الإسم ، من دون أن يذكر ما هو الإسم الذي كانت تحمله قبلا ، علما بأنّ الآثار التي احتفظت بها أرض البلدة تفيد عن أنّها قد استمرّت مسرحا حضاريّا منذ أقدم العصور من دون توقّف. من تلك الآثار المعابد الوثنيّة التي حوّلها الأهالي إلى كنائس بعد اعتناقهم المسيحيّة ، ككنيسة مار ضوميط ، وكنيسة مار شلّيطا. ورجّح باحثون أن تكون بيوت دوما الحاليّة قائمة على أنقاض المباني الرومانيّة ، ويذكر الأهالي أنّ آثار أبنية قديمة كانت تظهر في أرض البلدة في كل مرّة يقوم بها أحدهم بحفر أساس لمنزله ، كما وجدوا آثار حمّام قديم يعتقد أنّه كان يمتدّ على طول السوق القائمة حاليّا في البلدة. ويقول العلّامة الفرنسي" رينان" الذي زار دوما ١٨٦٠ إنّه تعرّف إلى نقش يونانيّ محفور على قبر" كاستور" كاهن إله الطب في البلدة ، مشيرا في أحد مؤلّفاته إلى : " أنّ أهل دوما كانوا حتّى عهد الملك قسطنطين الكبير يعبدون الأصنام والدليل وجود إله الطب". وأوّل أثر في البلدة هو قبر" كاستور" الذي نقل من موقعه الأصليّ في جوار كنيسة مار ضوميط إلى وسط الساحة ، وهو مؤلّف من ناووس ضخم ، على أحد جوانبه كتابة يونانيّة ما زالت حروفها ظاهرة للعيان ، ترجمت إلى العربيّة حيث جاء فيها : " سنة ٦٢٩ ، هنا يستريح كاستور كاهن الآلهة أسكيبيوس وإيجيا ، وأوصي أن لا يباع هذا المكان ، ومن يتجرّأ على ذلك يغرّم بدفع ٢٠٠ ألف دينار إلى الخزينة ، فيبقى دائما إلى ورثته". وفي ضواحي دوما وجبالها كتابات لاتينيّة تشير إلى غابات الأمبراطور أدريانوس قيصر وتحرّم قطع أربعة أنواع من الأشجار هي : الصنوبر والشوح والعرعر والسرو.