وشقيقتها سعود ، في القصر الذي بناه الأمير بشير ، تذهب وقت العصر إلى الشاطئ القريب من الجيّة برفقة عدد من الفتيّات اللواتي من عمرها للتنزّه ، فأخذ الناس يقولون في كلّ مرة يشاهدون سعدى والفتيات ذاهبات إلى الشاطئ أو عائدات منه : هودي السعديّات ، أي جمع سعدى بالعاميّة" ، فانطلق السعديّات تسمية للمكان. أما القصر المشار إليه" فلا يزال قائما إلى اليوم مع حفدة سعدى ، وقد أحصته مديريّة الآثار بين المباني الأثريّة الرسميّة في لبنان".
من آثار الدامور بقايا جذوع الأشجار المكتشفة التي تدلّ على أنّها كانت في الماضي السحيق مغطّاة بالأشجار ، وأنّها كانت غابة كثيفة قبل أن يكتسحها العمران والإستطلاح الزراعيّ في عهود مختلفة ، تمتدّ منذ أكثر من أربعة آلاف سنة حتّى اليوم. وكانت مدينة الدامور الفينيقيّة قائمة على ضفّتي النهر ، وكان هيكلها في طرفها الشماليّ ، وقد امتدّ البناء الفينيقيّ في أزمنة لاحقة إلى التلال حيث وجدت نواويس حجريّة. وقد اعتبر بعض الباحثين أنّ الدامور الفينيقيّة كانت مدينة دينيّة أكثر منها مدينة كغيرها من المدن الفينيقيّة. ويقول الدكتور حارث البستاني" إنّ في الدامور مركز أثريّ فينيقيّ هامّ غير مكتشف وموقعه محدّد". وهناك بقايا فينيقيّة قامت على أنقاضها أبنية لاحقة كما في البرج الصليبيّ. وفي محلّة الحمرا من خراج الدامور مغاور وكهوف وآبار فيها بصمات نشاط إنسانيّ ، يرجّح أنّها تعود إلى العهود الفينيقيّة وتلك التي سبقتها.
ومن الآثار الباقية في الدامور بقايا الطريق الرومانيّة الذي أنشئت على عهد قسطنطين ، وهي تقع شمالي البلدة عند حارة المير ، وفي وسط سهل الدامور في محلّة الغابة. وفي شماليّ البلدة أيضا ، على شاطئ البحر ، في محلّة باب الغلبة ، برج من تلك التي شيّدها الصليبيّون على مدى الشاطئ للحراسة.