تلك المنطقة المقفرة بعد ما أنجزا قسما من البناء ، فاعتذرا عن إكماله. أمّا المطران البلوزاوي فأرسل من أكمل بناء الكنيسة ، ومن ثم أرسل لإتمام بناء الدير راهبين كانا في دير سيدة طاميش الذي سعى ببنائه ١٦٧٣ وجعل فيه رهبانا ، فحضر الخوري سليمان المشمشاني الذي كان رئيسا على دير طاميش والقس عطا لله الشبابي إلى" تلّة عرنتا" وشرعا في إتمام بناء دير مار شعيا ، ثمّ التحق بهما القس موسى البعبداتي من رهبان دير مار موسى الحبشي ، وقد ساعد الأمير عبد الله اللمعي هؤلاء الرهبان بمدّهم بمبلغ مائتي وعشرين قرشا ، وببعض المساعدات والتوصيات. أمّا البلوزاوي فقد أنفق على البناء والتأثيث سبعمائة قرش ووقف للدير بستان توت في البوشرية. وبعد حوالي السنتين ، انضمّ إلى الآباء الثلاثة المؤسّسين القس بطرس عطايا من ساحل علما ، والقس إبراهيم أصاف من عرمون كسروان ، والقس سمعان عريض من قتالة في المتن ، وقد أنشأ هؤلاء جمعيّة رهبانيّة اتخذت لها قانون القدّيس أنطونيوس الكبير ، فعرف أفرادها بالأنطونيّين. ولمّا تحقّق البطريرك إسطفانوس الدويهي من حسن مسلك هؤلاء الرهبان ، ومن رغبتهم في انتشار جمعيتهم ، أثبت لهم رسومهم ونظامهم الرهبانيّ ، وفعل مثله البطاركة الذين خلفوه. وسرعان ما نمت الرهبانيّة الأنطونيّة في لبنان وامتدّت فروعها إلى أقاصيه ، وكان أعضاؤها الذين اشتهروا بنشاطهم يفتتحون المدارس والأديرة في الدساكر اللبنانية ، ويقومون بخدمة أبناء طائفتهم المارونيّة على أحسن وجه. وفي ١٧ كانون الثاني ١٧٤٠ ، صدر عن كرسي الفاتيكان تثبيت ببراءة شريفة لهذه الرهبانيّة. وقد تتالت التحسينات والتجديدات على الدير عبر السنين ، كان أبرزها التجديد الذي أجراه الرهبان عليه ١٩٣٨ الذي شمل إضافات جديدة إلى بنائه.
كنيسة مار يوسف في المزكّة.