سكنوا غوسطا في تلك الحقبة بعض أبناء أسرة باسيل الذين انتقلوا من شمال لبنان إلى ساحل علما فغوسطا ، وكان منهم سركيس ، الذي ارتقى إلى درجة الكهنوت ، ولقّب بالمحاسب لأنّه كان يجيد الحساب ، ومن نسل سركيس هذا ، الخوري يوسف المحاسب ، الذي أنجب الخوري يوحنّا والقسّ سركيس. وقد اشترى الخوري يوسف المذكور ١٦١٥ الأرض التي عليها رمّة الدير القديم من المدعو أبي يوسف المقيّر من غوسطا ، وفي ١٦٢٨ قام الخوري يوحنّا بإعادة بناء هذا الدير رغم الصعوبات الجمّة التي لاقاها من الحكّام الذين حاولوا منعه عن البناء لأنّ" تشييد الأديار والكنائس كان ممنوعا في ذلك التاريخ ؛ كنيسة مار سمعان العمودي القديمة : أقدم كنيسة في غوسطا ، اعتنى ببنائها الشدياق الياس المحاسب ١٦٤٥ على أنقاض كنيسة كانت قائمة قبل خراب كسروان ، وقد تمّ تجديدها ١٩٣٧ مع المحافظة على الكنيسة القديمة. دير وكنيسة ومدرسة مار أنطونيوس عين ورقة : في أواخر القرن ١٩ ، كان الشيخ خازن الخازن قد شرع ببناء دار كبرى بأسفل معراب ، وعقيب إتمام بناء الأقبية السفليّة ، قتل على يد أحد أبناء أخيه ، فأعطى الشيخ فيّاض الخازن ، أخو الشيخ خازن ، الأقبية الى القسّ جرجس اسطفان الذي صار مطرانا فيما بعد ، وهو الذي أقام في هذا المحلّ دير عين ورقة سنة ١٦٩٠ بعد أن كان قد بنى ديرا في لحف الوادي المسمّى المشرح ، فهطل المطر غزيرا وقوّض بناء دير المشرح ، وبقي دير عين ورقة تحت ولايته الى أن حوّل إلى دير للعابدات ، وهو يضمّ كنيسة على إسم القدّيس أنطونيوس ، بنيت معه ، وهي من أقدم كنائس كسروان. كان أوّل من سعى إلى تحويل دير مار أنطونيوس عين ورقة إلى مدرسة عموميّة للطائفة المارونيّة ، الشيخ غندور الخوري السعد (١٧٥٧ ـ ١٧٩٠) الذي كان وقتئذ قنصلا لفرنسا في بيروت ، وكان على السدّة البطريركيّة المارونيّة البطريرك يوسف إسطفان وهو إبن