الأسرة مالكة الدير ، ويظهر من رسائل الشيخ غندور التي بعث بها الى البطريرك أنّه كان ثائرا على الحالة التي كان عليها الإكليروس حينذاك من قلّة المعارف ، ويبدو أنّ البطريرك يوسف إسطفان اعتذر في بادئ الأمر عن تلبية هذه الرغبة ، نظرا لكون دير عين ورقة موقوفا لأسرته ، وهو لا يستطيع بالتالي فرض هذا الأمر عليها وحرمانها منه ، فكتب معتذرا للشيخ غندور ، الذي عاد يلجّ على البطريرك بشدّة عبر رسالة وجّهها إليه ، مطالبا بوجوب تحويل دير عين ورقة الى مدرسة ، ولمّا وقف البطريرك على الرسالة أعجب بما كان للشيخ غندور من الغيرة في سبيل قومه ، فلم يسعه إلّا أن يقبل باقتراحه ، فجمع أقاربه وأقنعهم بالتخليّ عن ديرهم ، وبعد ما قرّر الشروط اللازمة لتحويل دير عين ورقة الى مدرسة ، وحتّم عدم تغيير شيء في شكل الدير ، كتب في ذلك إلى الأساقفة والمشائخ والأعيان تعميما بذلك ، اعتبر بمثابة وثيقة وقّعت من قبل كافّة مطارين الطائفة والشيخ غندور السعد وخمسة وعشرين شيخا خازنيّا وثمانية مشايخ حبيشيّين وخمسة دحادحة ، وبدأ العمل فورا في تحويل دير الراهبات إلى مدرسة إكليركيّة عامّة ، رئّس عليها الخوري خير الله إسطفان ، ونقلت العابدات إلى غير أديرة ، وجمع إلى الصرح الطلّاب الإكليريكيّون من جميع الرعايا ، والمعلّمون والمرشدون من أفضل المستويات ، وفي ١٧٩٢ أضيف إليها صفّا للطلبة العلمانيّين ، وبترقية الخوري خير الله إسطفان إلى الأسقفيّة ١٨١٠ ، ازدادت المدرسة ازدهارا. وتتّضح أهميّة تأسيس معهد عين ورقة في ذلك التاريخ أكثر عند إدراك أنّ المدرسة التي كانت تشكّل عصب العلم في الإكليروس الماروني كانت مدرسة روما ، وقد قام رجال الثورة الفرنسيّة بضبط تلك المدرسة من جملة ما صادروه لدى دخولهم إلى روما نهاية القرن ١٨ ، فلو لا إنشاء مدرسة عين ورقة لكانت الطائفة المارونيّة عاشت عهد ظلمة خطر ، بينما بتحويل عين