نهر الكلب
N R ـ IL ـ KALB
يفصل مصبّ مجرى نهر الكلب بين نطاق حارة البلانة ـ زوق الخراب ـ ضبيّه في قضاء المتن ، وزوق مصبح في قضاء كسروان ، أمّا الرابية التي تجمع الآثار وكأنها متحف اللوحات التاريخيّة في الهواء الطلق ، فهي في قضاء المتن. وبذلك تكون منطقة ضبيّه ـ زوق الخراب ـ حارة البلّانة من ساحل المتن متمتّعة بثروة أثريّة نادرة من حيث شموليّة التراث البشريّ وتعاقب مراحله عبر الأزمنة المديدة. ذلك أنّ هذه الأرض التي تعاقبت عليها الحضارات ، منذ ظهور الإنسان حتى اليوم ، بهذا التعاقب الذي تتّصل أولى حلقاته بقرون تفصلها عن عصرنا الحاضر مئات ألوف السنين ، جديرة بأن تفتخر كلّ الفخر ، إذ يكفيها شرفا أنّها ما زالت تعيد بالأثر الملموس إلى ذهن الإنسان المعاصر ، أينما كان في أيّة بقعة من العالم ، قصص الحضارات والفتوحات منذ أبعد ما يمكن لأرض أن تحتفظ به من تاريخ ، أي منذ العصر الحجريّ القديم ، حتى عصر غزو الفضاء ، من دون انقطاع! وبذلك يحق لهذا الجزء من لبنان بأن يعتبر أهمّ مناطقه الأثريّة على الإطلاق من حيث الشموليّة والاستمرار.
ليس من شكّ في أنّ مثل هذا الزعم يستلزم البرهان ليكون مقبولا ، بيد أنّ البرهان هنا واضح وملموس ، فعندما تكون الآثار باقية أمام العين لا يعود المرء بحاجة للتخمين والتقدير والاجتهاد ، بل يكفي استعراض تلك الآثار التي تروي عن حقبات متعاقبة شهدتها الأرض التي تحتضنها ليدرك المرء حقيقة صحّة الزعم من دون تردّد.