من أهميّة هذه النقوش أنّها تعطينا صورة عن الشكل الذي كان عليه إنسان هذه المنطقة في ذلك العصر وعن زيّ لباسه ، ففي هذه الحقبة العائدة إلى الألف الثاني قبل الميلاد ، يظهر أنّ الإنسان كان يرتدي ثوبّا يشبه التنّورة من الخصر الى الركبة ، أو ثوبا طويلا مزركشا له أردان طويلة يلبس على الجسم من أعلاه إلى عقب الرجل ، وله كشكش على أطرافه يبدو أنّه كان من القماش الملوّن. وكان شعر الرجل هنا قصيرا جدّا وأحيانا حليقا. أمّا النساء فكنّ يلبسن ثوبا مزركشا يتألّف من قطعة قماش واحدة ، وهو ثوب يشبه قميص نوم اليوم.
شلمانصّر
في العام ٨٥٥ ق. م خاض شلمانصّر الأشوريّ معركة قرقر الشهيرة في وادي العاصي ، وقد واجه الجيش الأشوريّ حلفا عسكريّا قوامه إثنا عشر ملكا من ملوك سورية ، وكان على رأس هذا الحلف العسكريّ بن هدد الآراميّ ملك دمشق ، وكان من جملة المتحالفين أمراء يمثّلون صور وسائر المدن الفينيقيّة التي بعثت بفرق عسكريّة الى هذه المعركة ، وقد بلغ عدد جيش الحلف ٦٠ ألفا وقفوا في وجه الزحف الأشوريّ في مدينة قرقر ، وقد نقش شلمانصّر تدوينا لهذه المعركة على صخرة عند نهر الكلب ، محت السنون مفهومه ، إنما يعتقد أن هذا النقش كان صورة طبق الأصل لنصب جعله في مدينته هذا نصّه :
" في السنة الثامنة من ملكي عبرت الفرات للمرّة السادسة عشرة وكان الملك حزائيل الآرامي الواثق من قوّته قد حشد جيشا عظيما وتمركز عند جبل سنير في مدخل لبنان ، ولكنّي قطعت بساتين دمشق وزحفت نحو جبل