" فينيقيا" إلى بلاد ما بين النهرين وبالعكس. ولكنّ الرأي القائل بأنّ القاموع قد بني كمنارة للقوافل المارّة في منطقة وادي العاصي ولغاية تجاريّة هو الأصحّ كما هو واضح ، فهو مبنيّ على تلّة عالية تشرف على الجهات الأربع ، بالإضافة إلى أنّ هناك نصب أصغر حجما يقابله ، مبنيّ على تلّة مشرفة على منطقة حمص وعلى نفس الخط من وادي العاصي نحو سوريا الشمالية.
وقد جاء على ذكر القاموع الدكتور دي فورست ، والمؤرّخ أبو الفدا ، والمستر تومسون ، كما ورد في مؤلّف كساس CASSAS مع صورة مطبوعة تدلّ على نصب على الطريق بين حمص وبعلبك كما ورد في رسالة للمستر فارين FARREN القنصل البريطانيّ في دمشق ، عثر عليها بين رسائل اللورد ليند ساي LINDSAY ولم يذكر أحد من هؤلاء جميعا تاريخ بناء القاموع.
مغارة الراهب ودير مار مارون : وفي المنحدر الصخريّ الواقع على ضفاف العاصي والذي يبلغ ارتفاعه حوالي تسعين مترا ، تقوم على ثلثي هذا الإرتفاع مغارة تعرف بمغارة الراهب ، ويقول البعض إنّها تعرف بمغارة مار مارون ، وقد ذكر أنّ القدّيس الكبير التجأ إليها ، إلّا أنّ هذه الفرضيّة بعيدة عن الواقع. أمّا الأب لامنس فيذكر أنّ رهبانا انتهزوا فرصة وجود رفّ من الصخور البارزة في المكان فحفروا تحتها وتعمّقوا بالحفر وبنوا أمامها أسوارا وجدرانا خارجيّة تركوا فيها كوى فأصبح لديهم رواق مسقوف ووراء هذا الرواق نقروا غرفا وفجوات. يصلها بأسفل الجبل أي بضفّة نهر العاصي دهليز ضيّق. وهي الآن مظلمة لا يسكنها أحد. أمّا تاريخ بناء المكان فيعود إلى القرن الخامس ميلادي بحسب بعض المؤرّخين الكنسيّين الذين يذكرون أنّ رهبانا قد فرّوا من دير مار مارون أفاميا في زمن الاضطهاد اليعقوبيّ ولجأوا إلى وادي العاصي حيث بنوا هذا الملجأ وحفروا بئرا فيه بعمق حوالى