الإسم والآثار
QENNUOBINكلمة سريانيّة تعني" دير الرهبان المبتدئين". تكثر في الوادي الكهوف والمغاور القديمة والمزارات ومحابس الرهبان والكنائس والأديرة. من تلك المغاور ، " مغارة عاصي ـ الحدث" التي عثر فيها على جثث لأحد عشر شخصا ، بينها جثث لأطفال ونساء ، محنّطة تحنيطا طبيعيّا تبعا لعوامل طبيعيّة تتعلّق بالرطوبة والحرارة ونوع التربة في المغارة. كما عثر فيها على بقايا فخّاريّة وعملات وثياب ، تعود إلى القرن الثالث عشر ، الأمر الذي يشير إلى أنّ المختبئين كانوا عائلات وجماعات ، لا أفرادا منفردين ، قضوا في حملة المماليك على الجبّة نهاية القرن الثالث عشر ؛ وتفيد أكفان الجثث المكتشفة في هذه المغارة بأنّ الموتى قد جرت لهم مراسم دفن عاديّة تشير إلى أنّ اللاجئين كانوا يعيشون فيها حياة طبيعيّة دائمة ومنقطعة ، أو شبه منقطعة عن العالم الخارجيّ. كأنّ المغارة" ديرهم" الذي ضمّ" مجتمعهم" المغلق في هذا المعقل الذي دفنوا فيه موتاهم وتابعوا حياتهم. إنّه مجتمع هجرة ، لكن في مغارة ؛ وإلى جانب الجثث المحنّطة وجدت قطع عملة مملوكيّة بطل استخدامها ، فاستعملت قلائد وغيرها من عقود الزينة. أمّا الفخّاريّات والأدوات الخشبيّة من أمشاط ومساوك فهي بقايا مقتنيات أهل المغارة المعتزلين. هذا إضافة إلى مخطوطات مكتوبة بالعربيّة والسريانيّة ، وثياب ومطرّزات كثيرة. وأهمّ ما اكتشف في مغارة عاصي ، الكتابة العربيّة على سقفها ، وهي صلاة مسيحيّة تعود إلى أواخر القرن الثاني عشر ، الأمر الذي يشير ، بحسب بعض الباحثين ، إلى أنّ المسيحيّين في جبل لبنان كتبوا صلواتهم ورتّلوها ، منذ بدايات ذاك القرن ، بالعربيّة ، وليس بالسريانيّة وحدها ، كما هو شائع. وهذه أقدم كتابة عربيّة مسيحيّة مكتشفة في جبل لبنان حتّى الآن. أعضاء الجمعيّة اللبنانيّة للأبحاث الجوفيّة نقلوا هذه المكتشفات إلى