أنّ العديد من العلماء والباحثين المتأخّرين نقلوا عن هذه الرسالة واعتمدوها في مصنّفاتهم (١).
يُضاف إلى ذلك إلى أنّ المصادر المعاصرة لم تتطرّق لها إلّابإشارة عابرة ووصف مقتضب (٢).
وممّا لا شكّ فيه أنّ رسالة مفرحة الأنام تعدّ من النصوص الثمينة التي من شأنها أن تسدّ نقصاً مهمّاً في تسلسل الأخبار عن عمارات بيت الله الحرام ، وقد اعتمد فيها المؤلّف على مشاهداته الشخصيّة ـ كما ذكرنا ـ والتي ثبّتها في هذه الرسالة ، فضلاً عن اعتماده على مصنّفات عديدة لعلمائنا الأوائل ـ لا سيما كتاب الاصول من الكافي للكليني ـ في
__________________
(١) الشيرازي ، سلافة العصر ، ص ٦٥ ؛ الأميني ، شهداء الفضيلة ، ص ١٨١ ـ ١٨٨ ؛ الأمين ، أعيان الشيعة ، ج ٢٢ ، ص ٣٤٢ ـ ٣٤٦.
(٢) ينظر ما كتبه السيّد رضيّ الدين العاملي عن أشراف مكّة والحوادث الجارية في سنواتهم في هذه الحادثة ، إذ قال : «وفي هذه السنة نزل ليلة الأربعاء لأحد عشر بقين من شعبان مطر شديد ، ونزل في خلاله برد مالح شديد الملوحة وسالت الأودية وخربت دور كثيرة ، ودخل المسجد الحرام ، وعلا الماء إلى أن وصل إلى طراز البيت وامتلأ المسجد من التراب ومات خلقٌ كثير نحو خمسمائة شخص ، وتغيّر ماء زمزم ... وفي ثاني يوم سقط البيت العتيق من جهة الحجر جميعاً ، ومن جهة الشرق إلى الباب وثلاثة أرباع الجهة الغربية ، ولم يبق غير جهته اليمنى ، فانزعج الناس ذلك أشدّ انزعاج ، ولم يقع البيت الشريف منذ عهد النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى عهدنا مثل هذا الانهدام ، فجمع شريف مكّة العلماء وسألهم في حكم عمارة البيت فأجابوه بأنّه فرض كفاية على سائر المسلمين ، وقد رفع الأمر إلى السلطان مراد خان ، ووصل في سنة ١٠٤٠ رضوان آغا المعمار من طرف السلطان مراد وابتدأ بالعمارة وأتمّها في السنة المذكورة». تنضيد العقود السنيّة ، ورقة ١٠٥.