بسم الله الرحمن الرحيم(١)
[مناهج الحوزة العلميّة في دراسة هذا العلم] :
والحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطاهرين.
وبعد : فإنّ الدراسات العلميّة لعلم اصول الفقه تمرّ في مناهج الحوزة عادةً بمرحلتين : إحداهما تمهيديّة ، وهي ما تسمّى بمرحلة السطح.
والاخرى المرحلة العالية ، وهي ما تسمّى بمرحلة الخارج. وتتّخذ هذه الدراسة في مرحلتها التمهيديّة اسلوب البحث في كتبٍ معيّنةٍ مؤلَّفةٍ في ذلك العلم ؛ يدرسها الطالب على يد الأساتذة الأكفّاء ؛ ليتهيّأ من خلال ذلك لحضور أبحاث الخارج.
وقد جرى العرف العامّ في حوزاتنا جميعاً على اختيار «المعالم» و «القوانين» و «الرسائل» و «الكفاية» كتباً دراسيّةً للمرحلة المذكورة ، وهذا عرف جرت عليه مناهج الحوزة منذ أكثر من نصف قرن ، ولم يطرأ تغيير ملحوظ باستثناء تضاؤل دور كتاب «القوانين» من بين هذه الكتب
__________________
(١) هذا بحث قيّم كتبه سماحة السيّد المؤلف (الإمام الشهيد الصدر قدسسره) مقدّمةً للحلقات الثلاث جميعاً ، لتوضيح الأسباب التي دعت إلى وضعها ، وما لوحظ فيها من خصائص ، وبعض الإرشادات في مجال تدريسها ، ويمكن الاستفادة منه أيضاً في التعرّف على مدى ضرورة استبدال الكتب الدراسيّة في المواد العلميّة الاخرى المطروحة في الحوزات العلميّة بما هو أفضل منها في مجال التدريس