وخزّان نقود الرجاحة والأعلام الشوامخ في الإرشاد والهداية ، والجبال الرواسخ في الفهم والدراية ، وهم كما قلت فيهم شعر :
شمّ (١) المعاطس من اولاد فاطمة |
|
علوا رواسى طود (٢) العزّ والشّرف |
فاقوا العرانين (٣) في نشر الندى كرما |
|
بسمح كف خلا من هجنة السرف |
تلقاهم في غداة الروح إذ رجفت |
|
أكتاف اكفائهم من رهبة التلف |
مثل الليوث إلى الأهوال سارعة |
|
حماسة النّفس لا ميلا إلى الصّلف |
بنو عليّ وصيّ المصطفى حقا |
|
أخلاف صدق نموا من أشرف السّلف |
(٤) وهؤلاء (٥) الأئمة العظام قد كانوا يثنون على الصّحابة الكرام الخلفاء الرّاشدين رضى الله عنهم بما هم أهله من ذكر المناقب والمزايا ، وقد ذكر الشّيخ
__________________
(١) الشم بضم الشين مأخوذ من الشمم بفتح الشين الارتفاع في قصبة الأنف وحسنها واستواء أعلاها ، وان كان فيها احديداب فهو القنا ، ثم الشمم في الأنف علامة علو الهمة وسعة الصدر وقوة القلب كما ذكره علماء علم القيافة والفراسة ، والمعاطس جمع معطس كمجلس ومقعد الأنف ومن المجاز العاطس الصبح ، ثم شم المعاطس كناية عن جلالة قدر الأئمة الميامين والهداة المرضيين.
(٢) الطود الجبل العظيم المتطاول في السماء.
(٣) عرانين الناس وجوههم وسادتهم واشرافهم قال العجاج يصف حبيشا تهدى قداماه عرانين مضر فلله در هذه الأبيات الواقعة في محلها قد انطق الله لسان الناصب واجرى قلمه في بيان فضائل آل الرسول (ص).
(٤) الحمد لله الذي أظهر الحجة وبين المحجة ، فان أخذ الفرقة الاثني عشرية عن هؤلاء الأئمة الأخيار معلوم وظاهر لكل خبير ظهور الشمس في رايعة النهار. واعتراف الناصب على حقيتهم دليل واضح ، وأخذ الشيعة عنهم بين ولائح. انتهى. ويظن كون هذه التعليقة من العلامة الشيخ مفيد الدين الشيرازي الأديب الأريب المتخلص بداور
(٥) وهؤلاء (وهذه) في بعض النسخ المخطوطة.