جدّاته الأخرى من أولاد أبي بكر ، وذكر الإمام الحاكم أبو عبد الله النيسابوري (١) المحدّث الكبير والحافظ المتقن الفاضل النحرير في كتاب معرفة علوم الحديث بإسناده عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصّادق عليه وعلى آبائه السّلام أنه قال : أبو بكر الصّديق جدّي وهل يسبّ أحد آبائه لا قدّ منى الله إن لا اقدّمه «انتهى» وقد اشتهر بين المحدّثين والعلماء أنّ الحاكم أبا عبد الله المذكور كان مائلا إلى التشيع فمن عجبي (٢) كيف يجوز لهم ذكر المطاعن لذلك الإمام الحكيم الرّشيد ، وقد ذكر الأئمة الذين يدعون الاقتداء بهم في مناقبهم : أمثال هذه المناقب ومع هذا يزعمون أنّهم لهم (٣) مقتدون وبآثارهم مهتدون ، نسأل الله العصمة عن التعصّب فإنّه ساء الطريق وبئس الرفيق.
ثمّ إني لمّا نظرت في ذلك الكتاب الموسوم بنهج الحق وكشف الصدق رأيت أنّ صاحبه عدل عن نهج الحقّ وبالغ في الإنكار على أهل السّنة حتّى ذكر : أنّهم كالسّوفسطائيّة ينكرون المحسوسات والأوّليات فلا يجوز الاقتداء بهم ، ووضع في هذا مسائل ذكرها من علم اصول الدين ومن علم اصول الفقه ومن
__________________
(١) هو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري ، المعروف بالحاكم وابن البيع من أجلاء الشافعية فقها وأدبا وحديثا ، له تصانيف شهيرة. منها المستدرك على الصحيحين وتاريخ نيسابور وغيرهما ، توفى سنة ٤٠٣ او ٤٠٥ وكتاب المستدرك من احسن كتب القوم. وأبعدها عن الكذب ، وهو مشتمل على أحاديث في فضل آل الرسول (ص) كحديث الغدير وغيره ، ومن ثم نسب المؤلف الى التشيع وليس كذلك فان الرجل من العامة كما يفصح عنه بعض كلماته في المستدرك ومعرفة علوم الحديث وان صح ، فكفى به فخرا عند من يرى نفسه مسلما تابعا للنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله. (٢) لو عبر بلفظة فمن العجب او فمما يعجبني وأمثالهما بدل ما في المتن لكان أولى (٣) اقتباس من قوله تعالى في سورة الزخرف الآية ٢٣ وتبا لهذا الرجل السيئ الأدب وعادمه حيث عبر هكذا في بيان تبعية الشيعة لأهل البيت المقتبس علمهم من علم النبي صلىاللهعليهوآله.