هذا النص فى خطبة الكتاب يؤكد أن «أبا عثمان» ألف كتابه بعد وفاة شيخه الذى توفى سنة سبع وستين وثلاثمائة ه.
وقال فى موضع آخر : «وكان الذى دعانا إلى هذا الكتاب ما علمته من الحاجب المنصور بن أبى عامر (١) ـ وفقه الله ـ ....
وهذا النص يؤكد أنه ألف الكتاب فى زمن حجابة المنصور بن أبى عامر ، وقد تسمى المنصور بالحاجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة (٢) ه.
وروى أبو عثمان فى باب الهمزة وباب العين ، وهما أول بابين فى كتابه عن أبى العلاء صاعد بن الحسن بن عيسى الربعى البغدادى ، وقد وفد أبو العلاء هذا إلى الأندلس سنة ثمانين وثلاثمائة من الهجرة (٣).
وإذا علمنا أن أبا عثمان بدأ فى تأليف كتابه بعد وفاة شيخه الذى توفى سنة (٣٦٧ ه) وأنه ألفه للحاجب المنصور الذى تسمى بالحاجب سنة (٣٧١ ه) وأنه روى فى أول بابين منه عن أبى العلاء صاعد الذى وفد إلى الأندلس سنة (٣٨٠ ه).
وعلمنا كذلك أن المنصور بن أبى عامر توفى سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ه.
وهو قافل من إحدى غزواته ، أمكن أن نقول : إنّ «أبا عثمان» ألف كتابه فى الفترة ما بين سنة ثمانين وثلاثمائة ، وتسعين وثلاثمائة ، أى : بعد قدوم أبى العلاء صاعد الأندلس ، وقبل وفاة المنصور أبى عامر محمد بن أبى عامر ـ رحمهالله ـ.
٣ ـ دوافع تأليفه
وحدد أبو عثمان نفسه فى خطبة كتابه دوافع التأليف ، وتبين لنا مما ذكره أن هناك دوافع أربعة وراء التأليف :
__________________
(١) مقدمة أبى عثمان.
(٢) تاريخ ابن خلدون ٤ ـ ١٤٧ ، نفح الطيب ١ ـ ٢٥٩
(٣) المعجب فى تلخيص أخبار المغرب ٧٦