دافعا أخلاقيا : يتمثل فى وفائه لشيخه ، وإخلاصه له ، ورغبته الصادقة فى استكمال عمله فى كتاب الأفعال ، وشرح مختصره ، وبسط تفسيره.
ودافعا علميا : يتمثل فى إيمان المؤلف بقيمة العلم بعامة ، وإدراكه شرف البحث فى لغة العرب ، وآدابها ، وطرائفها ، وإحكام قياس إعرابها ، وتثقيف أفعالها بخاصة.
ودافعا تعليميا : يتمثل فى رغبة «المعافرى» فى تبسيط الكتاب للطالب ، وتيسيره على الدارس ، والوصول به إلى درجة من الكمال حتى يجد فيه كل راغب حاجته ومأربه.
ودافعا ذاتيا : يتمثل فى رغبة المؤلف فى كسب رضا الحاجب المنصور أبى عامر محمد ابن أبى عامر ، والتقرب له ، واستحقاق مكان التّجلة عنده ، والزلفى لديه ، إذ عرف حرصه على العلم ، واقتناصه لفرائده ، وعنايته بموارده.
٤ ـ موضوع الكتاب
يبحث «أبو عثمان» فى كتابه أفعال العربية ومعرفة إحكام تثقيفها ، وقياس تصاريفها ، ويبين الصحيح منها والمعتل ، وأقل أصول الفعل. والمجرد والمزيد ، وأبواب الزيادة وأبنية الأفعال الثلاثية ، والمتعدى منها واللازم ، وأبواب الماضى مع المستقبل ، ومصادر الفعل الثلاثى ، والمصدر الميمى ، وأسماء الفاعلين والمفعولين ، والصفات (١) ، ويقدم محاولة طيبة فى حصر أفعال العربية ، والتعريف بأبنيتها ، ودلالتها ، ويؤيد كل ذلك بما نقله عن ثقات العلماء ، وفصحاء الأعراب ، وما أثبته من شواهد (٢) ، ويوضح أهمية الحاجة إلى دراسة الأفعال ، ويطمئنّ إلى أنه ذكر كل ما يحتاج إليه الناظر فى الأفعال (٣).
__________________
(١) انظر باب علم الأفعال وتلخيص أبنيتها وقياس تصرفها ١ / ٥٥.
(٢) انظر أبواب الكتاب.
(٣) انظر باب علم الأفعال ١ / ٥٥.