«الطعام» على اعتبارها نائب فاعل له. والأصل عندهم : عجبت من أن أكل الطعام. فلما سبك المصدر المؤول صارت كلمة : «الطعام» نائب فاعل له بعد سبكه.
فإن أوقع فى لبس لم يصح ؛ نحو : عجبت من إهانة علىّ ، إذا كان علىّ هو المهان ؛ (والأصل : من أهين علىّ) فيتعين أن يكون المصدر مضافا ، و «علىّ» ، هو المضاف إليه المجرور. وهو فى محل نصب مفعول به ، ولا يصح الرفع ؛ لوقوع اللبس بسببه.
وكما صح رفع نائب الفاعل بالمصدر المؤول يصح أن يكون مجرورا باعتباره مضافا إليه ، والمصدر هو المضاف ؛ فيكون مجرورا لفظا ، مرفوعا محلا ؛ كما يجوز جعل ما أضيف إليه المصدر فى محل نصب على المفعولية ، والفاعل محذوف من غير نيابة شىء عنه.
أما على الرأى الذى يمنع المصدر المؤول من رفع نائب فاعل فيتعين إضافة المصدر لما بعده على أنه فى محل نصب على المفعولية (١).
بالرغم من أن الأصح ـ عندهم ـ جوازه ، فالأنسب اليوم عدم الالتجاء إليه ؛ لأنه لا يكاد يخلو من غموض وثقل ينافيان الأساليب الناصعة العالية ، وأسس البلاغة ، وهذان أمران لهما اعتبارهما. ويزيدهما قوة ورجاحة خلو المراجع المتداولة من أمثلة مسموعة عن فصحاء العرب تؤيده.
(ح) فى الفعل الثلاثى المعلّ العين ، وفى غيره من الأفعال الماضية المبنية للمجهول ـ لغات أخرى ، أعرضنا عنها ؛ لأنها لهجات متعددة ، لقبائل متباينة لا نرى خيرا فى استعمالها اليوم ؛ حرصا على الإبانة والتوحد المفيد قدر الاستطاعة ، ومنعا للتشتت والتعدد فى أهم وسيلة للتفاهم والإيضاح ، وهى : اللغة.
__________________
(١) راجع الخضرى والصبان.