المسألة ٦٠ :
ظنّ وأخواتها (١)
الكلام عنوان على صاحبه ـ علمت الكلام عنوانا على صاحبه المجاملة حارسة للصّداقة ـ ظننت المجاملة حارسة للصداقة الوفاء دليل على النّبل ـ اعتقدت الوفاء دليلا على النبل ... الماء الجامد ثلج ـ صيّر البرد الماء ثلجا الجلد أسود ـ ردّت (٢) الشمس الجلد أسود الخشب مشتعل ـ تركت النار الخشب رمادا من النواسخ ما يدخل ـ فى الغالب ـ على المبتدأ والخبر فينصبهما معا (٣) ، ويغير اسمهما ؛ إذ يصير اسم كل منهما : «مفعولا به (٤)» للناسخ. (مثل : علم. ظنّ ـ اعتقد ـ صيّر ...) وغيرها من الكلمات التى تحتها خطّ فى الأمثلة المعروضة. وهذا هو : «القسم الثالث» من النواسخ. ويشتهر باسم : «ظنّ وأخواتها» وليس فيه حروف ؛ فكله أفعال ، أو أسماء تعمل عملها. وتنحصر هذه الأسماء فى مصادر تلك الأفعال ، وفى بعض المشتقات العاملة عملها.
__________________
(١) هما من النواسخ. ويلاحظ ما لا يصلح أن يدخل عليه الناسخ ، (وقد سبق بيانه وبيان معنى الناسخ ، وعمله ، وأقسامه ، وما يتصل بهذا ـ فى ج ١ ص ٤٠٢ م ٤٢ ـ باب : «كان وأخوتها». وتأتى له إشارة فى ص ٢٠).
(٢) صيرت.
(٣) وبالرغم من اعتبارهما مفعولين هما عمدتان ـ لا فضلتان كبقية المفعولات ـ كما سيجىء فى رقم ١ هامش ص ١٦٨ ، لأن أصلهما المبتدأ والخبر فيكون الثانى فى المعنى هو الأول ـ ولو تأويلا ـ والأول هو الثانى أيضا ؛ كالشأن فى المبتدأ والخبر دائما. وقد يدخل هذا الناسخ على غيرهما ، ـ كما سنعرف فى «ا» من ص ١١ ـ والمفعول الثانى هنا هو الذى تتم به الفائدة الأساسية ؛ لأنه الخبر فى الأصل ، فهو أهم.
وإنما كان دخول هذا النوع من النواسخ على المبتدأ والخبر أمرا غالبيا ، لأن منه ما قد يدخل عليهما ، وعلى غيرهما ، كالفعل : «حسب» ومنه ما لا يدخل إلا على غيرهما ؛ كأفعال التحويل الآتية ـ فى ص ٨ ـ. وللنحاة تعليل يسوغ الدخول على غيرهما ، سيجىء فى «ا» من ص ١١.
(٤) لاحظ ما يأتى فى «ج» من ص ١٢ ، لأهميته.