النواسخ الأخرى ؛ كأفعال التحويل ... و... فما المراد من هذا؟ أيراد أن ألفاظ التعليق لا تقع بعد تلك الأفعال الجامدة ولا بعد تلك النواسخ ؛ فلا يحدث التعليق؟ أم يراد أن هذه الألفاظ مع وقوعها بعدها لا تقوى على منعها من العمل الظاهرى ، فكأنها غير موجودة؟ يرتضى النحاة الرأى الأول. والاقتصار عليه حسن.
(ح) سبق (١) أن الجملة بعد أداة التعليق تسدّ مسدّ المفعولين إن كان الناسخ يتعدى إليهما ، ولم ينصب المفعول به الأول مباشرة ، فإن نصبه سدت مسدّ الثانى فقط ... فإن كان الفعل ليس ناسخا ولا يتعدى لمفعولين ، ووقعت بعده جملة مسبوقة بأداة التعليق ـ فإن كان يتعدى بحرف جر فالجملة فى محل نصب بإسقاط الجار ؛ نحو : فكرت أصحيح هذا أم غير صحيح؟ أى : فكرت فى ذلك (٢). وإن كان الفعل يتعدى بنفسه إلى واحد غير مذكور سدت مسدّه ؛ نحو : عرفت من البارع؟ فإن كان مذكورا فى الكلام ؛ نحو : عرفت البارع أبو من هو؟ فقيل الجملة بدل كل من كل ، على تقدير مضاف ؛ أى : عرفت شأن البارع ، وقيل بدل اشتمال من غير حاجة إلى تقدير ، أو هى مفعول ثان لعرفت بعد تضمينه معنى : «علمت». والرأيان الأخيران أوضح ، وأيسر استعمالا ولكل منهما مزية قد يتطلبها المقام ، ويقتضيها المعنى.
(د) إذا كانت «رأى» حلميّة لم يدخل عليها التعليق (٣).
* * *
__________________
(١) فى ص ٢٦ وما بعدها.
(٢) سبقت إشارة لهذا ولإعراب آخر فى رقم ١ من هامش ص ١٨.
(٣) كما سيجىء فى «ج» من ص ٤١.