المسألة ٦٥ :
الفاعل (١)
تعريفه :
اسم ، مرفوع ، قبله فعل تامّ (٢) ، أو ما يشبهه (٣) ، وهذا الاسم هو الذى فعل (٤) الفعل ، أو قام به (٥).
فمثال الاسم ، صريحا ، أو مؤولا : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) ـ
__________________
(١) للنحاة فيه تعريفات كثيرة ، راعوا فى أكثرها جانب الدقة اللفظية المنطقية. ولا بأس بهذا ؛ لو لا أنهم بالغوا حتى انتهوا إلى إطالة مذمومة لا تناسب التعريف ، أو اختصار معيب ؛ يحوى الغموض والإبهام. وقد اخترنا من تعريفاتهم ما خلا من العيبين السالفين ، ومال إلى الوضوح ، واليسر ، وإن اشتمل على بعض أجزاء يعدها المناطقة من أحكام الفاعل ، لا من تعريفه ؛ مثل : الرفع. ولكن هذا لا أهمية له قديما وحديثا.
(٢) أى : ليس من الأفعال الناقصة ـ وهى النواسخ التى تحتاج إلى اسم وخبر ، لا إلى فاعل .. ـ ويشترط فى الفعل أيضا أن يكون مبنيا للمعلوم ، لأن المبنى للمجهول يحتاج إلى نائب فاعل فى الأغلب ، ولا يحتاج إلى فاعل. وإنما قلنا فى «الأغلب» لتخرج الأفعال الملازمة للبناء للمجهول ـ فيما يقال ـ فإنها قد تحتاج لفاعل أحيانا ـ وسيجىء البيان والتفصيل فى ص ١٠٦ ـ.
(٣) من كل ما يعمل عمل الفعل ؛ كالمصدر ، واسم الفاعل ، والصفة المشبهة ، وباقى المشتقات العاملة التى سبق الكلام عليها (فى الباب الأول ، هامش ص ٤ ، وغيره) ، وكاسم الفعل أيضا. فالمصدر نحو عجبت من إتلاف المال محمد ، واسم الفاعل ؛ مثل : أصانع الثوب فتاة؟ والصفة المشبهة مثل : سحرنا الخطيب بكلام جميل أساليبه ، قوىّ براهينه. وأفعل التفضيل ؛ نحو : هذا الأكمل خلقه ... وهكذا. أما اسم المفعول فحكمه حكم الفعل المبنى للمجهول ؛ كلاهما يرفع نائب فاعل ، (كما سيجىء). ومثل المشتق المؤول بالمشتق ؛ نحو : العدو نمر ، أى : هو ؛ لأنه بمعنى : غادر ؛ فهو جامد مؤول بالمشتق ، وفاعله ضمير مستتر فيه. وقد يكون ظاهرا نحو : القائد أسد هجماته ، أى : القائد جريئة هجماته (وقد سبق بيان الجامد المؤول بالمشتق فى ج ١ ص ٣٢٦ م ٣٣ باب المبتدأ).
(٤) أو يفعله الآن ، أو فى المستقبل ؛ ليشمل المضارع الذى يقع مدلوله الآن أو فى المستقبل ؛ ويشمل الأمر الذى يقع مدلوله فى المستقبل ؛ وكذا الفعل الذى قبله أداة تعليق ؛ مثل : إن يحضر الغائب نستقبله ، والفعل هنا قد يكون داخلا فى جملة إنشائية ؛ مثل : نعم المحسن ؛ لأن الفعل فى الجمل الإنشائية وفى التعريفات العلمية لا يدل على زمان ـ كما قرره المحققون ، وأشرنا إليه هامش ج ١ ص ٣١ م ٤ ـ ولا فرق بين أن يكون معنى الفعل موجبا أو منفيا ؛ نحو : لم ينتصر الجبان.
(٥) يرد على البال السؤال عن الفرق المعنوى بين الفاعل الذى قام به الفعل ، والمفعول به الذى ـ