خامسها : أن عامله قد يكون مضمرا (أى محذوف اللفظ) جوازا أو وجوبا : (ا) فيضمر العامل (أى : يحذف لفظه) جوازا حين يكون واقعا فى جواب استفهام ظاهر الأداة ، تشتمل جملته على نظير العامل المحذوف. نحو : من انتصر؟ فتجيب : الشجاع. أى : انتصر الشجاع ... ونحو : أحضر اليوم أحد؟ فتجيب : الضيف ، أى : حضر الضيف ...
أو واقعا فى جواب استفهام ضمنى مفهوم من السياق من غير تصريح بأداته ودلالته ؛ نحو : ظهر المصلح فاشتد الفرح به ... العلماء ـ القادة ـ الجنود ـ أى : فرح العلماء ـ فرح القادة ـ فرح الجنود ـ ... فكأن سائلا سأل : من فرح به؟ فكان الجواب : العلماء ... فالاستفهام غير صريح ، ولكنه مفهوم من مضمون الكلام. ومثل : ازدحم الطريق ؛ الأولاد ، السيارات ، الدراجات ... أى : زحمه الأولاد ، زحمته السيارات ... زحمته الدّرّاجات ... فليس فى الكلام استفهام صريح ، وإنما فيه استفهام ضمنىّ ، أو مقدر يفهم من السياق ؛ فكأن أصل الكلام : من زحمه؟ فأجيب : الأولاد ، أى : زحمه الأولاد ... ومثل : العيد بهجة مأمولة ، وفرحة مشتركة. الكبار ، الأطفال ، الرجال ، النساء ... ففى الكلام سؤال ضمنى أو مقدر ؛ هو : من يشترك فيها؟ فأجيب : الكبار ... أى : يشترك فيها الكبار ... ومثل : لم يدخل الحزن قلبك لموت فلان ... فتقول : بل أعظم الحزن. فكأن أصل الكلام : أهذا صحيح؟ فأجبت : أعظم الحزن ، أى : بل دخله أعظم الحزن ... وهكذا (١).
(ب) ويضمر العامل وجوبا حين يكون مفسّرا بما بعد فاعله من فعل آخر (أو ما يشبهه) يعمل مباشرة فى ضمير يعود على الفاعل الظاهر السابق ، أو : فى اسم مضاف إلى ضمير (٢) يعود على ذلك الفاعل ؛ نحو : إن ضعيف
__________________
ـ الشهداء. ثم عاد فقال : إنه قد يصح فى بعض اللغات زيادة علامة التثنية والجمع على اعتباره مجرد علامة حرفة ، وليست ضميرا فاعلا ؛ لأن الفاعل اسم ظاهر مذكور بعدها ، والفعل مسند له ؛ فنقول : سعدا الرجلان ، وسعدوا الرجال ...
(١) يجوز فى الأسماء التى أعربناها فاعلا لفعل محذوف إعرابات أخرى لغير ما نحن فيه.
(٢) هذا الاسم المضاف يسمى : «الملابس» للفاعل ، أى : الذى يجمعه به صلة أىّ صلة ؛ كقرابة ، أو صداقة ، أو عمل ، أو تملك ...