استنصرك فانصره ـ إن صديق حضر والده فأحسن استقباله. فالفعل : «استنصر» و «حضر» هو المفسّر للفعل المحذوف. وأصل الكلام : إن استنصرك ضعيف استنصرك ، وفاعل الفعل المفسّر ضمير مستتر تقديره : «هو» يعود على فاعل الفعل المحذوف. وكذلك فاعل الفعل : «حضر» فإنه مفسّر لفعل محذوف ، والتقدير : إن لابس صديق حضر والده فأحسن استقباله (١) ؛ فالضمير فى كلمة : «والده» مضاف إليه ، والمضاف هو كلمة : «الوالد» المعمولة للفعل المفسّر : «حضر». وفى هذين المثالين وأشباههما لا يجوز الجمع بين المفسّر والمفسّر ؛ لأن المفسّر هنا يدل على الأول ، ويغنى عنه ؛ فهو كالعوض ، ولا يجوز الجمع بين العوض والمعوض عنه (٢).
سادسها : أن يتصل بعامله علامة تأنيث تدل على تأنيثه (أى : على تأنيث الفاعل حين يكون مؤنثا ، هو ، أو نائبه) (٣) ، وزيادتها على الوجه الآتى :
(ا) إن كان العامل فعلا ماضيا لحقت آخره تاء التأنيث الساكنة (٤) ، مثل قول شوقى فى سكينة بنت الحسين بن علىّ ـ رضى الله عنهما ـ :
كانت سكينة تملأ الدّنيا ، وتهزأ بالرواة |
|
روت الحديث ، وفسرت |
آى الكتاب البينات |
__________________
(١) سيجىء فى باب الاشتغال تفصيل المسألة ، وتوضيحها ، وسبب اختيارهم هذا الإعراب ـ ص ١٣٦ م ٦٩ و ١٤٠ ـ
(٢) وفى الحكم الخامس يقول ابن مالك :
ويرفع الفاعل فعل أضمرا |
|
كمثل : زيد ، فى جواب : من قرا؟ |
يريد أن الفاعل قد يكون مرفوعا بفعل مضمر ، (أى : غير مذكور مع فاعله). وضرب لهذا مثالا هو : أن يسأل سائل : من قرأ؟ فيجاب : زيد. أى : قرأ زيد. واكتفى بهذا عن سرد التفصيل الخاص بهذا الحكم ، وقد ذكرنا.
(٣) وكذلك تدل على تأنيث اسم الناسخ إن كان العامل من النواسخ. وتمتنع التاء ، فى مواضع ستذكر فى «ج» من ص ٨٢
(٤) وفى هذا يقول ابن مالك :
وتاء تأنيث تلى الماضى إذا |
|
كان لأنثى ؛ كأبت هند الأذى |