(ب) إن كان العامل مضارعا فاعله المؤنث اسم ظاهر ، للمفردة ، أو لمثناها ، أو جمعها ، لحقت أوله تاء متحركة : مثل : تتعلم عائشة ، تتعلم العائشتان ـ تتعلم العائشات. وكذلك إن كان فاعله ضميرا متصلا للغائبة المفردة أو لمثناها (١) ، مثل : عائشة تتعلم (٢) ـ العائشتان تتعلمان. ومثل قولهم : عجبت للباغى كيف تهدأ نفسه ، وتنام عيناه ، وهو يعلم أن عين الله لا تنام؟ وكالمضارع «تملأ» و «تهزأ» فى البيت السالف.
فإن كان فاعله ضميرا متصلا لجمع الغائبات (أى : نون النسوة) فالأحسن ـ وليس بالواجب (٣) ـ تصديره بالياء ، لا بالتاء ؛ استغناء بنون النسوة فى آخره ؛ نحو : الوالدات يبذلن الطاقة فى حماية الأولاد ، ويسهرن الليالى فى رعايتهم.
(ج) إن كان العامل وصفا لحقت آخره تاء التأنيث المربوطة (٤) ؛ مثل : أساهرة والدة الطفل؟ ...
وحكم زيادة تاء التأنيث عام ينطبق على المواضع الثلاثة السالفة (ا ـ ب ـ ج) غير أن زيادتها قد تكون واجبة ، وقد تكون جائزة. فتجب فى حالتين :
الحالة الأولى : أن يكون الفاعل اسما ظاهرا ، حقيقى التأنيث (٥) ، متصلا
__________________
(١) أما تاء المخاطبة للمفردة ، ومثناها ، وجمعها ؛ فليست تاء تأنيث ؛ وإنما هى للدلالة على الخطاب لا على التأنيث ؛ نحو : أنت يازميلتى لا تعرفين العبث ـ أنتما يا زميلتىّ لا تعرفان العبث ـ أنتن يا زميلاتى لا تعرفن العبث.
(٢) الضمير المستتر نوع من المتصل ـ كما سبق فى ج ١ م ١٨ ص ١٩٨ باب الضمير. ـ
(٣) كما سبق تفصيل هذا فى باب الفعل (ح ١ م ٤ رقم ٢ من هامش ص ٤٦ عند الكلام على : «المضارع» وكذا فى «ج» ص ١٦٤ م ١٤ عند الكلام على الأفعال الخمسة).
(٤) انظر «ج» من ص ٨٢ حيث التكملة.
(٥) المؤنث أنواع اصطلاحية ، فمنه «المؤنث الحقيقى» ؛ وهو الذى يلد ويتناسل. وقد يكون تناسله من طريق البيض والتفريخ ؛ كالطيور. ومنه «المؤنث المجازى» ، وهو الذى لا يلد ولا يتناسل ولكنه يجرى فى أغلب استعمالاته اللفظية على حكم المؤنث الحقيقى ؛ فيؤنث له الفعل أحيانا ، وكذلك الصفة والخبر ... ومن أمثلته : شمس ، أرض ، سماء ... ومن الأنواع «المؤنث اللفظى» وهو الذى يشتمل لفظه على علامة تأنيث ؛ سواء أكان مؤنثا حقيقيا ، أم مجازيا ، أم دالا على مذكر ، فمن أمثلة المؤنث اللفظى والحقيقى معا : عائشة ـ فاطمة ـ ليلى ـ سعدى ـ نجلاء ، ومن أمثلة المؤنث اللفظى والمجازى معا : ورقة ، صحيفة ، صحراء ... ومن أمثلة المؤنث اللفظى ومعناه مذكر : طلحة ، معاوية ...
وهناك نوع من المؤنث يسمونه «المؤنث المعنوى» فقط وهو : ما كان دالا على مؤنث مطلقا ، مع ـ