المذكورة عدم إلحاق علامة التأنيث بها كما هنا ، أو زيادتها فيقال : أظهرت ـ ـ تشهد ـ شاهدت ...
٥ ـ وإن كان الفاعل الظاهر مؤنثا غير حقيقىّ (وهو المجازىّ) صح تأنيث عامله وعدم تأنيثه ؛ نحو : امتلأت الحديقة بالأزهار ـ تمتلئ الحديقة بالأزهار. ويصح : امتلأ ، ويمتلئ.
٦ ـ هناك صور للفاعل المؤنث الحقيقى لا يصح أن يؤنث فيها عامله ، منها : أن يكون الفاعل هو التاء التى للمفردة ؛ مثل : كتبت ـ أو لمثناها ؛ نحو كتبتما ، أو التى معها نون النسوة ؛ مثل كتبتن (١) ... أو يكون الفاعل هو : «نا» التى لجماعة المتكلمات ؛ نحو : كتبنا. أو نون النسوة ؛ نحو كتبن ...
ومنها : أن يكون الفاعل المؤنث الحقيقى مجرورا فى اللفظ بالباء التى هى حرف جرّ زائد ، وفعله هو : كلمة : «كفى» مثل : «كفى بهند شاعرة (٢)».
* * *
الحالة الثانية (٣) : أن يكون الفاعل ضميرا متصلا عائدا على مؤنث مجازىّ ، أو حقيقى ؛ كقولهم : بلادك أحسنت إليك طفلا ، وأفاءت عليك الخير يافعا ؛ فمن حقها أن تسترد جزاءها منك شابّا وكهلا. وكقولهم : الأم المتعلمة تحسن رعاية أبنائها ؛ فترفع شأن بلادها ... (٤) ففاعل الأفعال (وهى : أحسن ـ أفاء ـ تسترد ...) ضمير مستتر تقديره : «هى» ، يعود على مؤنث مجازىّ ، وأما فاعل
__________________
(١) طريقة إعراب هذا الضمير ونظائره موضحة تفصيلا فى موضعها الأنسب وهو «كيفية إعراب الضمير» ج ١ م ١٩ ص ٢١٣.
(٢) نص النحاة على أن يكون الفعل هو : «كفى» الذى يكون فاعله مجرورا بحرف الباء الزائدة. ويفهم من هذا أن غيره من الأفعال التى فاعلها مجرور بحرف جر زائد ـ قد يتصل به علامة تدل على تأنيث ذلك الفاعل. بل إنهم ذكروا أمثلة للتأنيث بمناسبة عارضة فى باب النائب عن الفاعل ومن تلك الأمثلة قوله تعالى : (وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ ...) وقوله : (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها ...) وقوله : (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى ....)
(٣) سبقت الأولى من حالتى وجوب التأنيث فى ص ٧٥.
(٤) «ملاحظة» : التأنيث فى صور الحالة الثانية واجب ولو عطف على الفاعل مذكر ؛ نحو : البنت قامت ـ هى ـ والوالد ؛ كوجوبه فى نحو : قامت البنت والوالد. كما يلزم التذكير فى عكسه ؛ نحو : قام الوالد والبنت. أما قولهم : «يغلب المذكر على المؤنث عند الاجتماع فخاص بنحو : البنت والوالد قائمان.