(٧) وهب ؛ مثل : وهبت الآلات الحديثة السنابل حبّا ، ووهبت الحبّ دقيقا ، ووهبت الدقيق عجينا (١).
وفيما يلى بيان موجز للأفعال السابقة (٢) ، وأنواعها المختلفة :
__________________
(١) وهب ، بمعنى : «صير» ـ فعل ماض جامد ، ولا يستعمل فى معنى التحويل إلا بصيغة الماضى. ومنه قولهم : «وهبنى الله فداء الحق» ، أى : صيرنى.
(٢) إلى ما سبق يشير ابن مالك باختصار ، قائلا :
انصب بفعل القلب جزأى ابتدا |
|
أعنى : رأى ـ خال ـ علمت ـ ـ وجدا |
ظنّ ـ حسبت ـ وزعمت ـ مع عد |
|
حجا ـ درى ـ وجعل ؛ اللّذ كاعتقد |
وهب ـ تعلّم ـ والّتى كصيّرا |
|
أيضا ـ بها انصب مبتدا وخبرا |
أى : انصب بفعل القلب جملة ذات ابتداء. وسرد فى الأبيات كثيرا من أفعال القلوب التى شرحناها ؛ منها ما يدل على اليقين ، ومنها ما يدل على الرجحان. وقبل سردها صرح بكلمة : «أعنى» ليدل على أن المقصود أفعال معينة ، دون غيرها ؛ فليس كل فعل قلبى ينصب مفعولين ـ كما أوضحنا فى رقم ١ من هامش ص ٥ ـ وطالب أن تنصب هذه الأفعال جزأى ابتداء (وهما : المبتدأ والخبر) كما أشار إلى أن «جعل» إذا كان من أفعال القلوب ـ أى : بمعنى الفعل : «اعتقد» ـ فإنه ينصب مفعولين مثله. وهو يختلف فى المعنى والعمل عن «جعل» الذى سبق الكلام عليه فى باب : «أفعال المقاربة والشروع» من الجزء الأول ، كما يختلف فى معناه عن «جعل» الذى هو من أفعال الرجحان ، والذى من أفعال التحويل والتصيير ؛ كما عرفنا فى الشرح.
والفعل : «اعتقد» معدود من أفعال كثيرة قد تنصب مفعولين ولم تذكر فى هذا الباب. منها :
تيقن ـ تمنى ـ توهم ـ تبين ـ شعر ـ أصاب |
|
.... |
إلى غير هذا مما سرده صاحب الهمع (ج ١ ص ١٥١) ونقل بعضه الصبان هنا.
أما أفعال التحويل والتصيير فلم يذكرها ابن مالك ، واكتفى بأن يشير إليها بقوله :
.... والّتى كصيّرا |
|
أيضا بها انصب مبتدا وخبرا |
أى : انصب ـ أيضا ـ مبتدأ وخبرا بالنواسخ التى مثل «صير» فى إفادة التحويل.
وقضنت ضرورة الشعر على الناظم بزيادة الألف فى آخر الفعلين : «وجد» ، «صير» ، وبتخفيف الدال فى الفعل : عد. أما كلمة : «اللذ» فى أبياته فهى لغة صحيحة فى «الذى».