وهذا الفعل دون بقية أفعال الرجحان ـ جامد ، ملازم صيغة الأمر (١).
* * *
(ب) وأما أفعال التحويل (أو : التّصيير) فأشهرها سبعة ، ولا تدخل على مصدر مؤول من «أنّ» مع معموليها ، أو «أن» والفعل وفاعله (٢) ...
(١) صيّر ؛ مثل : صيّر (٣) الصائغ الذهب سبيكة ، وصيّر السبيكة سوارا.
(٢) جعل ؛ مثل : جعل الغازل القطن خيوطا ، وجعل الحائك الخيوط نسيجا.
وقول الشاعر :
اجعل شعارك رحمة ومودة |
|
إن القلوب مع المودة تكسب |
(٣) اتّخذ ؛ مثل : اتخذ المهندسون الحديد والخشب باخرة ، واتخذ المسافرون الباخرة فندقا.
(٤) تخذ ؛ مثل : تخذت الحرارة الثلج ماء ، وتخذت الماء بخارا.
(٥) ترك ؛ مثل : ترك الموج الصخور حصى ، وتركت الشمس الحصى رمالا.
(٦) ردّ ؛ مثل : ردّ الأمل الوجوه الشاحبة مشرقة ، ورد النفوس اليائسة مستبشرة.
__________________
(١) هو فعل أمر ، بمعنى : «ظنّ» وهو بهذا المعنى فعل جامد ، لا يكون منه غير الأمر ، ودخوله على «أنّ» مع معموليها جائز ، نحو : هب أن الآمال محققة. فالمصدر المؤول من أن مع معموليها فى محل نصب ، سد مسد المفعولين. وهذا استعمال نادر فى الأساليب الرفيعة ، بالرغم من إجازته (انظر الخضرى والتصريح. ثم رقم ٣ من هامش ص ١١ الآتية).
(٢) انظر «ب» من ص ١١.
(٣) «صيّر» ، و «أصار» ، فعلان ، أصلهما قبل التعدية بالتضعيف والهمزة : «صار» الذى هو من أخوات «كان» ، نحو : صار الخشب بابا. وبعد تعديتهما ابتعدا عن عمل «كان» ، وانتقلا منه إلى نصب المفعولين ؛ نحو : صيّر الجوهرى الدر فصوصا ، وأصار الفصوص عقدا.
أما «صيّر» بمعنى : «نقل» فينصب مفعولا واحدا ، نحو : صيرت السائح إلى دار الآثار ، أى : نقلته.