(٤) زعم (١) ؛ مثل : زعمت الملاينة مرغوبة فى مواطن ، وزعمت التشدد مرغوبا فى أخرى.
(٥) عدّ ؛ مثل : عددت الصديق أخا. وقول الشاعر :
فلا تعدد المولى (٢) شريكك فى الغنى |
|
ولكنما المولى شريكك فى العدم (٣) |
(٦) حجا ؛ مثل : حجا السائح المئذنة برج مراقبة.
وقول الشاعر :
قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة |
|
حتى ألمّت بنا يوما ملمّات |
(٧) جعل ؛ مثل : جعل الصياد السمكة الكبيرة حوتا. وقوله تعالى فى المشركين : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً ...)(٤)
(٨) هب ؛ مثل : هب مالك سلاحا فى يدك ؛ فلا تعتمد عليه وحده.
__________________
(١) كثر الكلام فى معنى : «زعم». وصفوة ما يقال : إنها قد تكون بمعنى اليقين أحيانا عند المخاطب ؛ كقول أبى طالب يخاطب الرسول عليه السّلام :
ودعوتنى وزعمت أنك ناصح |
|
ولقد صدقت ، وكنت ثمّ أمينا |
وقد تكون بمعنى الاعتقاد من غير دليل ؛ كقوله تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ...) إلخ. وقد تدل على الرجحان. وقد تستعمل للدلالة على الشك ، وهو الغالب فى استعمالها ، وقد تستعمل فى القول الكاذب ؛ فإذا قلت : «زعم فلان كذا» ، فكأنك قلت : كذب ، وردد كلاما غير صحيح. والقرينة هى التى تحدد المعنى المناسب للمقام من بين المعانى السالفة.
وزعم ـ كغيرها من الأفعال القلبية الناصبة للمفعولين ـ قد تنصب المفعولين مباشرة ، وقد تدخل على «أن» مع الفعل وفاعله ، أو «أنّ» مع معموليها ؛ فيكون المصدر المؤول فى الحالتين سادا مسد المفعولين ، ومغنيا عنهما ، وهذا هو الأغلب فى «زعم» ـ كما سيجىء فى رقم ٣ من هامش ص ١١ ـ وإليه تميل أكثر الأساليب الأدبية ؛ كقوله تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ....) وقول الشاعر :
وقد زعمت أنى تغيرت بعدها |
|
ومن ذا الذى ـ يا عزّ ـ لا يتغير |
(٢) الناصر ، أو الصديق.
(٣) الفقر الشديد.
(٤) وقيل : إن «جعل» هنا بمعنى : اعتقد ـ كما فى رقم ٢ من هامش الصفحة السالفة.