يرسم البيت ـ يحرّك الغصن (١). ومثل قول الشاعر :
أعندى وقد مارست (٢) كل خفيّة |
|
يصدّق واش ، أو يخيّب سائل |
وقد يكون الفتح قبل الآخر مقدرا لعلة تمنع ظهوره ؛ مثل : يصام. (أصله : يصوم ، ثم صار «يصام» لسبب صرفىّ معروف) (٣). ومثل : «تصاب وتنال» ، فى قول الشاعر :
يهون علينا أن تصاب جسومنا |
|
وتسلم أعراض لنا وعقول. |
وفى قول الآخر :
إنّ الكبار من الأمو |
|
ر تنال بالهمم الكبار |
والأصل قبل التغيير الصرفى : تصوب وتنيل.
٣ ـ إن كان الماضى مبدوءا بتاء تكثر زيادتها عادة ـ سواء أكانت للمطاوعة (٤)
__________________
(١ ، ١) وفى الحالتين السابقتين يقول ابن مالك :
فأوّل الفعل اضممن ، والمتّصل |
|
بالآخر اكسر فى مضىّ ؛ كوصل |
واجعله من مضارع منفتحا |
|
كينتحى ؛ المقول فيه : ينتحى |
أى : أن أول الفعل المبنى للمجهول يضم فى الماضى والمضارع ، وأن الحرف المتصل بالآخر يكسر فى الماضى ؛ مثل : وصل ؛ فأصله : وصل ، ويصير مفتوحا فى المضارع ، مثل ينتحى ، فإن الحرف الذى قبل آخره يفتح عند البناء للمجهول ؛ فيصير : «ينتحى». (ينتحى الرجل إلى الشجرة : أى : يميل إليها ، ويتجه نحوها). وقد قلنا : إن هناك بعض حالات يكسر فيها أول الماضى ، كالحالة الخامسة والسادسة ، والسابعة ـ وستجىء ـ
(٢) جربت وعرفت.
(٣) هو : نقل فتحة «الواو» و «الياء». إلى الساكن الصحيح قبلهما ؛ فتكون «الواو» ، وكذا «الياء» متحركة بحسب أصلها ـ قبل نقل فتحتها ـ ويكون ما قبلها متحركا بحسب الحالة الجديدة التى طرأت عليه بعد أن كان ساكنا ؛ فيقلب حرف العلة «ألفا».
(٤) حين نسمع شخصا يقول : علّمت الغلام الزراعة ، يتردد على الذهن سؤال ؛ هو : هل إستجاب الغلام للتعلم واستفاد؟ ويظل السؤال قائما حتى يجد جوابا. فإذا قال المتكلم : علّمت الغلام الزراعة فتعلمها ـ دل الفعل الثانى على أن الغلام تعلم ، واستفاد واستجاب للتعلم ، وحقق معناه ، وهذا هو ما يسمى : «المطاوعة». وحين يقول شخص : كسّرت الحديد ، فقد يرد على الذهن : كيف تستطيع تكسير الحديد؟ هل استطعت تكسيره حقا؟ فإذا قال المتكلم : كسّرت الحديد فتكسّر ، كان الفعل : «تكسر» هو الجواب عن المطلوب ، الماحى للشبهة السالفة ، الدال على أن الحديد تأثر بالكسر واستجاب له ، وحقق معنى الفعل الأول. ولهذا يسمى الفعل الثانى : «مطاوعا». ومثله : حطّمت الصخر ... فتحطم ، ـ