الثالث : وجوب حذف التنوين إن وجد فى آخر المضاف قبل إضافته ؛ كقولهم : بناء الظلم إلى خراب عاجل ، وكلّ بنيان عدل فغير منهدم. فقد حذف التنوين من الكلمات المعربة : (بناء ـ كل ـ بنيان ـ غير ...) ، بسبب الإضافة. ولو زالت الإضافة لعاد التنوين.
الرابع : وجوب حذف «أل» من صدر المضاف ، بشرط أن تكون زائدة (١) فى أوله للتعريف ، أو لغيره ، وأن تكون الإضافة محضة ، نحو : بلادنا تاج الفخار للشرق ، وهى درّة عقده. والأصل : البلاد ـ التاج ـ الدرة ـ العقد. فحذفت «أل» من أول كل مضاف.
فإن كانت «أل» غير زائدة ؛ (نحو : ألف ، وألباب) (٢) لم تحذف.
أما إن كانت الإضافة غير محضة فيجب حذف «أل» أيضا ـ إلا فى الحالات الأربع التالية (٣).
ا ـ أن توجد فى المتضايفين معا (أى : فى المضاف والمضاف إليه ، معا) ؛ نحو : الوالدان هما الرحيما القلب ـ العلماء هم المؤسسو الحضارة.
ب ـ أن توجد فى المضاف دون المضاف إليه ، ويكون المضاف إليه مضافا إلى اسم مبدوء بها ؛ نحو : أعاون المؤسسى نهضة البلاد ، وأعتقد أنهم الرائدو خير الوطن.
ح ـ أن توجد فى المضاف دون المضاف إليه ويكون المضاف إليه مضافا
__________________
(١) أى : بشرط أن تكون غير لازمة ، واللازمة ـ هنا ـ هى المعدودة من بنية اللفظ ، أى : من حروفه التى لا بد من وجودها ليؤدى المراد الأصيل منه ، كالتى لا تفارق الأعلام مطلقا ؛ مثل : (ألكن ، ألفىّ ـ وألطاف ـ ، وإلهام ، وألوان ، وألحان) ـ أعلاما ...
(٢) جمع : لب ، بمعنى : عقل.
(٣) مما تجب ملاحظته : أن «الإضافة» تعتبر محضة لا يجوز فيها وجود «أل» فى «المضاف» إذا كان هذا المضاف «المشتق» دالا على الزمن الماضى فقط مع عدم استيفائه لبقية الشروط اللازمة للإعمال ، (والتى يجىء بيانها فى ص ٢٤٦ ؛ ـ كما سبق فى ص ٥ و ٦) ـ فلا يصح : جاء العابر النهر أمس. فلابد لصحة الجمع بين «أل» و «الإضافة» فى المشتق العامل (كاسم الفاعل و ...) أن يكون عاملا زمنه للحال أو الاستقبال أو الاستمرار الذى يشمل الأزمنة الثلاثة ؛ نحو : انظر العابر النهر الآن ـ انظر العابر النهر غدا ، إن الله المدبر الأمور.