مفعولا به فى محل نصب ، ولا تصح الإضافة ؛ لوجود : «أل» فى صدر المضاف ؛ إذ هذه الصورة ليست من الصور السالفة (١) التى تباح فيها الإضافة مع وجود : «أل» فى المضاف.
ويتعين فى الضمير (الكاف) الجر المحلىّ بالإضافة إن كان الوصف مجردا من : «أل» فى مثل : «جاء مكرمك» ، لفقد التنوين ؛ إذ لم نقل : جاء مكرم إيّاك. أما إن كان مفعول الوصف ظاهرا بعده فإن آثار الإضافة ستظهر عليه جليّة ؛ وتتبين بجرّه ، مع حذف التنوين من الوصف المضاف ، وإلا فلا إضافة ، فينصب المفعول به بعد الوصف ...
ومثل الضمير (الكاف) فى وجوب النصب : الضمير «الهاء» فى : «أوضعه» من قولهم المأثور : «لا عهد لى بألأم قفا منه ، ولا أوضعه». بفتح العين ـ كما وردت سماعا ـ ف «الهاء» هنا مثل «الكاف» فى المثال السابق. إلا أن «الكاف» مفعول به ، و «الهاء» مشبه بالمفعول به هنا ، لأن اسم التفضيل لا ينصب مفعولا به. وليست كلمة «أوضع» مضافة ، و «الهاء» مضافة إليها ؛ لأنها لو كانت مضافة لوجب جرها بالكسرة لا بالفتحة التى سمعت بها. على أنه لا مانع من جرّها فى استعمالنا الآن على الإضافة (٢).
وفى مثل : «مررت برجل أبيض الوجه لا أحمره» ، يجوز جر : «أحمر» بالفتحة ؛ على اعتباره معطوفا على كلمة «أبيض» ، و «الهاء» بعده فى محل نصب ؛ على «التشبيه بالمفعول به» للصفة المشبهة : (وهى أحمر) ويجوز جر : «أحمر» بالكسرة : على اعتباره معطوفا على أبيض أيضا ، مضافا ، و «الهاء» مضاف إليه ، مبنية على الضم فى محل جر (٣).
* * *
__________________
(١) فى ص ١٢ وما بعدها.
(٢) لهذه المسألة اتصال وثيق بالحكم الهام الذى يجىء فى ص ٤٢٢ ، باب : «أفعل التفضيل» خاصا به إذا كان معطوفا على «أفعل» آخر.
(٣) وقد نص على هذا صاحب المغنى ونقله عنه الصبان فى هذا الموضع من الباب.