ناهيك (١)) ... فإنها نكرات (فى أغلب حالاتها) وإن أضيفت لمعرفة ؛ نحو : غيرك ـ حسبك ـ مثلك ...
ومنها : المعطوف على مجرور «ربّ» ، والمعطوف على التمييز المجرور بعد «كم» ، نحو : ربّ ضيف وأخيه هنا ـ كم رجل وكتبه رأيت ـ. وسبب ذلك أن المجرور بعد «ربّ» و «كم» ، لا يكون إلا نكرة ؛ فما عطف عليها فهو نكرة كذلك ؛ لأنه فى حكم «المعطوف عليه» من ناحية أن عامل الجر فيه هو العامل فى المعطوف عليه ؛ فكلا «المعطوف والمعطوف عليه» لابد أن يكون نكرة ، أو فى حكم النكرة ليصلح معمولا للعامل المشترك.
وقيل إن المعطوف فى الحالتين السالفتين يكتسب التعريف من المضاف إليه المعرفة ، ولا داعى للتمسك بتنكيره بسبب العامل : «ربّ» أو «كمّ ؛» لما تقرر (٢) من أن التابع قد يغتفر فيه ما لا يغتفر فى المتبوع. وسبق (٣) أنّ الأخذ بهذا الرأى أولى.
ومنها : كلمة : «وحد» و «جهد» ، و «طاقة» ، فى مثل قولهم : (يحترق الحاسد وحده ، ويتمنى جهده أن تزول نعمة المحسود ، ويجتهد طاقته أن يلحق به النقائص والعيوب). وهى ـ فى أكثر استعمالاتها ـ أحوال مؤولة. والحال فى أصله لا يكون إلا نكرة ، وتأويل تلك الكلمات : «منفردا» ـ «جاهدا» ـ «مطيقا» (٤).
وإلى هنا انته الكلام على «الإضافة المحضة» ، من ناحية ما يكتسبه المضاف
__________________
ـ هذا ، ومن الألفاظ السماعية المتوغلة فى الإبهام : شبهك (بكسر فسكون أو بفتح الأول والثانى) ـ ضربك ـ تربك ـ نحوك ـ ندّك ؛ وكلها بمعنى : نظيرك فى علم أو سن ، أو نحوهما ـ خدنك ، بمعنى : صاحبك ـ (شرعك ـ قدك ـ قطك) ـ والثلاثة ، بمعنى حسبك. ولا يقاس على هذه الألفاظ غيرها مما لم يرد به السماع. وهناك أمور خاصة تتعلق بالظروف المبهمة وأحكامها سبقت فى ج ٢ ص ٢٠٣ و٧٨ ص ٢٣٨ م ٧٩ وسيجىء هنا بعض أحكام مناسبة تختص بالمبهم ص ٦٦ و٨٠ و٨٧.
(١) معناها فى مثل : ناهيك السفر ... ـ ، السفر ناهيك عن التطلع لغيره ؛ لكفايته. وقد سبق بيان معناها وإعرابها فى ج ١ ص ٣٢٦ م ٣٣.
(٢) انظر ج ١ ص ٤٤٤ م ٤٨ وج ٢ ص ٢٦٢ م ٨١.
(٣) هنا وفى ج ١ م ٩٠ ص ٤٠٥.
(٤) سبقت لها الإشارة فى ج ٢ ص ٢٩٧ م ٨٤.