فاعل للزمن المستقبل. وكقولهم : من تراه جاحد النعمة الساعة تراه فاقدها غدا. ويدخل فى اسم الفاعل صيغ (١) المبالغة العاملة أيضا ؛ كقولهم : فى هذا الشهر يتفرغ فلان للعبادة ؛ فتراه صوّام الفم نهارا عن الطعام ، حذر اللسان من اللغو ، حبيس النفس عن الهوى. ومثال اسم المفعول : مجهول القدر اليوم قد يصير معروف المكانة غدا .. ومثال الصفة المشبهة قولهم : ...
ـ عزيز النفس من يأبى الدنايا ـ
فإن فقد المضاف أحد الشرطين كانت الإضافة محضة ؛ كأن يفقد الوصفية لكونه اسما جامدا ، غير مؤول بالمشتق ؛ كالمصدر فى نحو : بذل الوّد والنصيحة لمن لا يستحقهما كبذر الحبّ فى الصخر الأصمّ. أو يفقد العمل دون الوصفية بسبب أنه من المشتقات التى لا تعمل مطلقا ؛ (كأسماء الزمان. والمكان والآلة). أو يكون فى أصله من المشتقات العاملة ، ولكنه فقد شرطا من شروط العمل ؛ فلا يعمل ؛ كاسم الفاعل ، واسم المفعول إذا كانا للماضى (٢) الخالص دون دلالة على الحال أو الاستقبال ؛ نحو : باذل الخير أمس يسعد اليوم بما قدّم وماضى أعماله عنوان صفحته التى كان بها مسرورا أو محزونا.
* * *
أثر الإضافة غير المحضة :
لا تأثير لها فى المعنى ـ فى أغلب الحالات ـ لأنها ليست على نية حرف من حروف الجر الثلاثة التى يفيد كل منها الفائدة التى أوضحناها فيما سلف ، (٣) ولأنها لا تكسب المضاف تعريفا ولا تخصيصا ، والتعريف والتخصيص
__________________
(١) لها بحث خاص يجىء. فى ص ٢٥٧.
(٢) وكذلك إن لم يدلا على زمن مطلقا. فعند عدم دلالتهما على الزمن وخلو الأسلوب مما يدل عليه تكون إضافتهما محضة ، كما تقدم فى ص ٥.
(٣) فى ص ١٦ ، والذى يدل على أنها ليست على نية حرف الجر إمكان الاستغناء عنها فى كل أسلوب من أساليبها من غير أن يتأثر معناه ، ـ فى الأغلب ـ ومن غير أن تزاد عليه كلمة ، أو تنقص منه ، أو يتغير ترتيب كلماته. ويتلخص هذا الاستغناء. بألا نطلق على الوصف اسم : «المضاف» ولا نطلق على معموله اسم المضاف إليه ؛ وإنما نعرب الوصف على حسب حاجة الجملة ، من غير تسميته مضافا ، ونجعل المضاف إليه المجرور معمولا للوصف ؛ إما فاعلا له مرفوعا ، وإما مفعولا به ؛ على حسب حاجة الوصف ، ويزول الجر السابق. فهذه الإضافة غير لازمة ، ولا دائمة ، ولا يتأثر ـ فى الأغلب ـ المعنى المعين بوجودها أو بالعدول عنها ؛ بل إن العدول عنها هو الأصل (كما فى ص ٣٤) ـ