الإضافة فى مثل : (أتخير زميلا مخلص المودة ، باذل الجهد ، ...) هو : مخلصا المودة ـ ... باذلا الجهد ... بنصب كلمتى «المودة» و «الجهد» مفعولين للوصف ، والمفعول به يخصص الوصف ؛ فتخصيص الوصف ثابت ومتحقق قبل أن يصير مضافا ويصير معموله مضافا إليه مجرورا.
ا ـ وإنما فائدتها : «التخفيف اللفظى» ؛ بحذف نون المثنى ، وجمع المذكر السالم وملحقاتهما من آخر المضاف إذا كان وصفا عاملا. وكذلك حذف التنوين من آخره ؛ فكل من النون والتنوين يحدث ثقلا على اللسان عند النطق بالوصف مع معموله من غير إضافتهما. فإذا جاءت الإضافة زال الثقل ، وخف النطق. يتضح هذا الثقل فى مثل : (أنتما خطيبان الحفل غدا ، وساحران الألباب فيه. ولا أشك أن سامعين الخطاب ، وعارفين الفضل ـ سيعجبون بكم أشد الإعجاب) وفى مثل : (تخيرت زميلا ، مخلصا المودة ، باذلا الجهد ...».
ويختفى الثقل حين نضيف الوصف إلى معموله ، ونحذف النون والتنوين من آخر الوصف المضاف ؛ فتقول : (أنتما خطيبا الحفل غدا ، وساحرا الألباب فيه ، ولا أشك أن سامعى الخطاب ، وعارفى الفضل ـ سيعجبون بكم أشد الإعجاب). كما نقول : (تخيرت زميلا مخلص المودة ، باذل الجهد ...)
ب ـ وقد تكون فائدتها الفرار من القبح الذى يلازم بعض الصور الإعرابية الجائزة مع قلتها وضعفها. فمن الجائز الضعيف فى أساليب الصفة المشبهة أن نقول : الصديق سمح الطبع ، عفّ اللسان ، مخلص المودة ، بإعراب كلمة : «الطبع» المرفوعة فاعلا للصفة المشبهة قبلها. وكلمة : «اللسان» فاعلا مرفوعا للصفة المشبهة قبلها. وكذلك كلمة : «المودّة» وأشباهها. ففى هذا الإعراب الجائز نوع من القبح جعله ضعيفا ؛ هو : خلو أسلوب الصفة المشبهة من ضمير يعود على الاسم الذى يقع عليه معناها ومدلولها (١). ومن الجائز نصب تلك الكلمات الثلاث المرفوعة ، وإعرابها : «شبيهة بالمفعول به» وليست مفعولا به ؛
__________________
(١) لأن أسلوب الصفة المشبهة فى أكثر الاستعمالات الفصيحة لا يكاد يخلو من هذا الضمير الذى يعد بمنزلة الرابط بين الصفة المشبهة وما تجرى عليه. (أى بين الصفة المشبهة وما ينطبق عليه مدلولها ومعناها). كما سيجىء فى بابها ـ ص ٣٠٩ و٣١٠ ـ م ١٠٥.