(وهذا ما يعبرون عنه بأنه إضافة الاسم المنعوت إلى نعته). كقولهم : «صلاة الأولى» تذهب الخمول ـ كان الخلفاء السابقون يقصدون «مسجد الجامع» ليذيعوا على الناس ما يريدون إذاعته ـ إنى أحرص على «ديانة القيّمة» ، لأسعد.
والأصل : الصلاة الأولى ، أو : صلاة الساعة الأولى ـ المسجد الجامع أو : مسجد الوقت الجامع ـ الديانة القيمة ، أو : ديانة الملة القيمة (١).
(٢) إضافة الاسم إلى اسم آخر كان قبل الإضافة منعوتا للمضاف. فصار بعدها هو : المضاف إليه. (أى : إضافة النعت إلى منعوته) كقوله تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ.) وقوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) والأصل فى الآيتين : اليقين الحقّ ، فتقدمت الصفة على الموصوف ، وصارت مضافا ، وصار الموصوف مضافا إليه مجرورا. ومثله ما جاء فى خطبة قائد بين جنوده : «إن العدو لن يعبأ بكم إلا إذا أحس منكم صادق الجهاد ، وعظيم البلاء ، وملأتم قلبه فزعا ، وضربتموه كما تضرب عوادى الوحوش ، وطردتموه كما تطرد غرائب الإبل ، وتركتم جنوده بين صريع وأسير ...» أى : الجهاد الصادق ـ البلاء العظيم ـ الوحوش العوادى ـ الإبل الغرائب ـ ...
(٣) إضافة المسمى إلى الاسم (٢) ؛ نحو : شهر (٣) رجب معظّم فى
__________________
(١) فى الأمثلة السالفة حذف المضاف إليه المنعوت ، وأقيم النعت مقامه ، فصار مضافا إليه.
(انظر ما يتصل بهذا فى ص ٥٠).
(٢) وعكسه (وهو إضافة الاسم إلى المسمى) مثل إضافة : «لدن وعند» طبقا لما سيجىء فى ص ١١٩.
(٣) جاء فى التصريح ـ ج ٢ باب التوكيد عند الشاهد : «يا ليت عدة حول كله رجب.» ما نصه : (قال الدنوشرى : هل «رجب» منصرف ، وكذلك «صفر» أو لا؟ قال سعد الدين فى حاشيته على الكشاف : إن أريد بهما معين فهما غير منصرفين وإلا فمنصرفان. قال ناصر الدين اللقانى : وكأن وجه ذلك أن المعين معدول عن الرجب وعن الصفر ، كما قالوا فى «سحر» إنه معدول عن السحر فيما أريد به «سحر» بعينه ؛ ففيهما العلمية والعدل. وقد يقال إن المانع هو العلمية والتأنيث باعتبار المدة.). ا ه ، وستجىء إشارة لهذا فى باب الممنوع من الصرف ج ٤ ص ١٩٦ م ١٤٧.