الجاهلية والإسلام ـ شجر التفاح كثير فى الشام. وهذه هى إضافة : «البيان أو : «الإضافة البيانية» التى يقصد منها إيضاح الأول وبيانه بالثانى (١) وهى كثيرة فى استعمالنا ؛ كإضافة الأيام والعلوم إلى أسمائها ؛ مثل : يوم الخميس ـ يوم الجمعة ـ علم الحساب ـ علم الهندسة ... ولها أمثلة أخرى وردت فى المطولات ، منها قولهم : لقيته ذات مرة ، أو ذات ليلة ـ مررت به ذات يوم ـ داره ذات اليمين ، أو ؛ ذات الشمال ـ مشينا ذا صباح(٢) ...
ومن المفيد المهم أن ننقل هنا ما دوّنه ابن يعيش شارح المفصل (٣) خاصّا بهذا. قال ما نصه (مع حذف بعض الأمثلة ، اكتفاء ببعض) :
«اعلم أنهم قد أضافوا المسمى إلى الاسم مبالغة فى البيان ؛ لأن الجمع بينهما آكد (أقوى) من إفراد أحدهما بالذكر. وفى ذلك دليل من جهة النحو على أن الاسم عندهم غير المسمى. إذ لو كان إياه لما جاز إضافته إليه ، وكان من إضافة الشىء إلى نفسه. فالاسم هو اللفظ المعلّق على الحقيقة ؛ عينا كانت تلك الحقيقة ، أو معنى ؛ تمييزا لها باللقب ممّا يشاركها فى النوع ،
__________________
(١) فرق بعض النحاة بين الإضافة التى «للبيان» ، والإضافة البيانية ؛ بأن التى للبيان يكون بين جزأيها عموم وخصوص مطلق ، وأن «البيانية» يكون بين جزأيها عموم وخصوص من وجه. وهذا الخلاف شكلى ؛ لا أثر له ؛ لأنه محصور فى المراد من اصطلاح معين عند كل فريق. هذا وقد سبق (فى ج ١ ص ١٩ م ٢) معنى العموم والخصوص المطلق والوجهى.
(٢) «ذا» و «ذات» ـ ولهما بيان آخر خاص بإضافتهما ، فى ص ٧٤ ـ من الظروف غير المتصرفة بشرط إضافتهما للزمان ، دون غيره ؛ فيلتزمان النصب على الظرفية الزمانية إلا على لغة ضعيفة رفضها جمهور النحاة. ومن الأمثلة التالية ما يساير هذه اللغة. كما أن «ذات» قد تضاف إلى كلمة : «اليمين» أو «الشمال» وهما من الظروف المكانية ، فتصير ظرفا مكانيّا متصرفا ومنصرفا. وقد تكون اسما محضا مستقلا ، معناه حقيقة الشىء وماهيته والنسب إليها : «ذووىّ» باعتبار أصلها ، أو : «ذاتى» باعتبار لفظها الحالى. ـ (طبقا لما سبق فى ج ١ م ٢٦ ص ٣٥٨ ، أما البيان التفصيلى ففى باب النسب ج ٤ م ١٧٨ ص ٥٥٤).
(٣) فى ج ٣ ص ١٢.