والمسمى تلك الحقيقة ؛ وهى ذات ذلك اللقب ، أى : صاحبته (١). فمن ذلك قولهم : «لقيته ذات مرة» والمراد : الزمن المسمى بهذا الاسم الذى هو : مرة. ومثله : (ذات ليلة ـ ومررت به ذات يوم ـ وداره ذات الشمال ـ وسرنا ذا صباح) كل هذا معناه وتقديره : داره شمالا ، وسرنا صباحا .. ، بالطريق التى ذكرناها. إلا أن فى قولنا : ذا صباح ، وذات مرة ـ تفخيما للأمر. «ومن ذلك قول الشاعر :
عزمت على إقامة ذى صباح |
|
لأمر ما يسوّد من يسود |
المراد : على إقامة صاحب هذا الاسم ، وصاحبه هو : صباح ؛ فكأنه قال : على إقامة : صباح ...
«ومثله قول الكميت :
إليكم ذوى آل النبىّ تطلعت |
|
نوازع من قلبى ظماء وألبب (٢) |
فالمراد : يا آل النبى ، أى : يا أصحاب هذا الاسم الذى هو آل النبى ، ولو قال : «آل النبىّ» لم يكن فيه ما فى قوله : «يا ذوى آل النبىّ» من المدح والتعظيم. فائدة هذا الأسلوب ظاهرة ؛ لأنه لما قال يا ذوى آل النبى ـ جعلهم أصحاب هذا الاسم ؛ وهو آل النبى. ومن كان صاحب هذا الاسم كان ممدوحا معظما لا محالة ... (مثله قول الأعشى :
فكذّبوها بما قالت : فصبّحهم |
|
ذو آل حسّان يزجى الموت والشّرعا (٣) |
أى : صبحهم الجيش الذى يقال له : آل حسان.
«ومثله قول الآخر :
__________________
(١) بمعنى أنها الذات المختصة به ، المرادة منه.
(٢) الألبب جمع : لبّ ، والقياس : ألبّ بالإدغام الذى منع منه ضرورة الشعر).
(٣) (يزجى ـ يسوق. الشّرع : كعنب ، جمع شرع ؛ بكسر فسكون ـ وهو الثأر والوتر).