ح ـ المشتقات التى لا دليل معها على نوع الزمن الذى تحقّق فيه معناها (١) ؛ نحو : قائد الطيارة مأمون القيادة ؛ فإن كلمة : «قائد» اسم فاعل مضاف ، وليس فى الجملة دليل على نوع زمن القيادة ؛ أهو الماضى ، أم الحال ، أم الاستقبال؟ وكذلك كلمة : «مأمون» التى هى اسم مفعول ... (وتسمى هذه المشتقات الخالية من الدلالة الزمنية : ب «المشتقات المطلقة الزمن (٢)»).
د ـ المشتقات الدالة على زمن ماض (٣) فقط ؛ نحو : عابر الصحراء أمس كان مملوء النفس أمنا واطمئنانا.
ه ـ أفعل التفضيل ـ على الرأى المشهور (٤) ـ وهو من المشتقات التى لها بعض (٥) عمل ـ مثل : أعجبت بشوقىّ ؛ أشهر الشعراء فى عصره ، وقولهم : أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا.
و ـ إضافة الوصف إلى الظرف مع وجود القرينة الدّالة على المضىّ أو على الدوام ؛ مثل : أزال ساطع الصباح البهيج حالك الليل البهيم ، وكقوله تعالى عن نفسه : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.)
* * *
__________________
(١) كما سيجىء فى «ب» من ص ٤٠.
(٢) سيجىء الكلام عليها فى أبوابها الخاصة ، من هذا الجزء ، ولها إشارة فى ص ٣٠.
(٣) لا يكفى دلالتها على الزمن الماضى وحده ، بل لا بد مع ذلك أن تفقد العمل ؛ لفقد بعض شروطه. (وستجىء فى ص ٢٣٨).
(٤) راجع الصبان والتصريح ـ وغيرهما ـ فى هذا الموضع. ثم حاشية ياسين على التصريح ج ٢ باب : «أفعل التفضيل» ، عند الكلام على إضافته للنكرة. ويرى شارح المفصل (ج ٣ ص ٤) ومن معه أن إضافته غير محضة ، ويطيل الإيضاح لهذا ، ويؤكده.
(٥) كعمله الجر فى المضاف إليه ، والنصب فى تمييزه ، ولأنه يرفع الفاعل ، ولا ينصب المفعول به ؛ ففى مثل : «مررت برجل أفضل القوم» مما سمع فيه أفعل التفضيل مضافا إلى المعرفة مع أن المفضل نكرة ـ يعرب أفعل التفضيل بدلا من المفضل ، لا صفة له ، بناء على الرأى الأشهر السالف ؛ لكيلا تقع المعرفة نعتا للنكرة. نعم إن البدل المشتق قليل ؛ ـ كما يقول الصبان عند كلامه على الإضافة غير المحضة ـ ، ولكنه جائز مع قلته ومخالفته للأكثر ، (كما فى ص ٣٨) ويعرب نعتا بناء على الرأى الآخر. لأنه لم يكتسب التعريف من المضاف إليه ... وإذا أضيف : «أفعل» المراد به التفضيل ، وجب أن يكون بعضا من المضاف إليه وفردا من جنسه ؛ نحو : محمد أفضل الناس ، أو : أفضل القوم ، فلا يصح : الحصان أفضل الطيور ، ولا الطائر أفضل الخيول ، ـ كما سيجىء تفصيل هذا فى ص ٤٠٢ من بابه ـ.