المصادر (١) ، وكثير من الظروف ، والجوامد الأخرى ، نحو : لا يتم حسن الكلام إلا بحسن العمل ـ لو استعان الناس كعون النمل ما وجد بينهم شقىّ ، ولا محروم ـ عند الشدائد تعرف الإخوان ـ لسان العاقل وراء قلبه ، وقلب الأحمق وراء لسانه ـ
ومن الأمثلة للجوامد المضافة ، الباقية على جمودها ، الكلمات : أرض ـ بعض ـ جسم ـ فؤاد ـ فى قول الشاعر :
أيها الراكب الميمّم (٢) أرضى |
|
اقر (٣) من بعضى السّلام لبعضى |
إنّ جسمى ـ كما علمت ـ بأرض |
|
وفؤادى ومالكيه بأرض |
ب ـ المشتقات الشبيهة بالجوامد ؛ (وهى المشتقات التى لا تعمل مطلقا (٤) ، ولا تدل على زمن معين) كصيغ أسماء الزمان ، والمكان ، والآلة ؛ مثل الكلمات : مسكن ، مزرعة ، محراث ، منجل ، مذراة ، مغرب ... فى نحو : (الفلاح كالنحلة الدءوب النافعة ؛ يغادر مسكنه قبل الشروق ، قاصدا مزرعته ؛ يعمل فيها ويكدّ ؛ فلا تراه إلا قابضا على محراثه ، أو منحنيا على فأسه ، أو حاصدا بمنجله ، أو مذريا بمذراته ، أو متعهدا زروعه. و ... ويظل على هذا الحال حتى المغرب ؛ فيرجع من حيث أتى ، دون أن يعرّج على ملعب ، أو ملهى ، أو مقهى يسهر فيه ، ثم يقضى الليل هادئا نائما حتى يوافيه الصباح الجديد).
ويدخل فى هذا النوع : المشتقات التى صارت أعلاما ؛ وفقدت خواص الاشتقاق ، بسبب استعمالها الجديد فى التسمية (٥) ؛ مثل الأعلام : محمود ـ حامد ـ حسن ...
__________________
(١) سبق الكلام على اسم المصدر وإيضاح خصائصه فى ج ٢ ص ١٧٤ م ٧٥. وسيجىء الكلام عليه وعلى المصدر فى باب خاص بهما. (ص ١٨١ و ٢٠٧).
(٢) القاصد.
(٣) المراد : اقرأ ، سهّلت الهمزة ؛ ـ بأن صارت ألفا ؛ أى : اقرا. ـ ثم بنى فعل الأمر على حذف هذه الألف ، كالشأن فى كل فعل أمر معتل الآخر ، فإنه يبنى على حذف حرف العلة.
(٤) سيجىء لها إشارة أخرى فى ص ٣٠ من هذا الجزء عند الكلام على المشتقات (اسم الفاعل و ... و ...).
(٥) كما سيجىء فى هامش ص ١٨٢.