زيادة وتفصيل :
١ ـ ما كيفية بناء المفرد العلم الذى كان فى أصله اسما منقوصا ، منونا ، ثم نقل إلى العلمية ؛ مثل : هاد ـ راض ـ مرتض ـ مستكف ـ وغيرها؟ ... الأصل فى المنقوص أن يكون مختوما بالياء (١) الظاهرة إلا فى بضع حالات قليلة ؛ أهمها : أن يكون منونا مرفوعا أو مجرورا ؛ فيجب حذفها نطقا وكتابة ؛ لأن الضمة والكسرة ثقيلتان على الياء ، فتحذفان ؛ طلبا للخفة. فإذا حذفتا تلاقت الياء ساكنة مع التنوين فيجب حذفها ؛ تخلّصا من التقاء الساكنين ؛ فتصير الكلمة إلى الصور السالفة. (فأصل : «هاد» ـ مثلا ـ فى : «أنت هاد للخير» هو : هادين ؛ بكتابة التنوين نونا ساكنة تبعا لأصله (٢). ثم حذفت الضمة ؛ منعا للثقل ؛ فصارت الكلمة : «هادين» بياء ونون ساكنتين. ثم حذفت الياء (٣) ؛ للتخلص من الساكنين ؛ فصارت الكلمة : «هادن» ، بإثبات التنوين على شكله الأول نونا ساكنة. ثم جرى الاصطلاح على كتابة التنوين كسرة مكررة لكسرة الحرف الأخير الذى قبل الياء المحذوفة ، فصار للحرف الأخير كسرتان ؛ إحداهما حركة أصلية هجائية ، والأخرى بدل التنوين. وانتهت الكلمة إلى صورتها الأخيرة : «هاد». ومثلها استمعت لهاد ، وأصلها : هادين ، حذفت كسرة الياء ، وجرى ما سبق ...)
فإذا نوديت وجب حذف التنوين ، لأن المنادى هنا علم مفرد ؛ فيجب بناؤه على الضم بغير تنوين. وهذا الضم مقدر على الياء ، لكن أتبقى الياء محذوفة كما كانت ، والضّمّ مقدر عليها برغم حذفها ـ لأنها ملحوظة كالمذكورة ـ أم تعود بعد النداء إلى مكانها ؛ فتظهر نطقا وكتابة ، ويكون الضمّ مقدرا عليها كذلك؟ رأيان ؛ أحدهما : يوجب حذف التنوين واستمرار حذف الياء ؛ لأن الكلمة المناداة كانت منونة ومحذوفة الياء قبل المناداة فوجب حذف التنوين ؛ لأنه معارض لبناء المنادى ، كما يوجب ألّا ترجع الياء ؛ لعدم وجود ما يقتضى إثباتها وإرجاعها ؛ إذ
__________________
(١) يجوز حذفها بالتفصيل الخاص بحذف الياء. وقد سبق بيانه مفصلا فى ج ١ م ١٦
(٢ و ٢) أوضحنا هذا وسببه فى صدر الجزء الأول عند تفصيل الكلام على التنوين م ٢